د. سامي بن عبدالله الدبيخي
أصدرت دار جامعة الملك سعود للنشر عام 2020م ترجمتي لكتاب «النقل لضواحي المدن: ما بعد عصر السيارات» والذي يستعرض بالشرح والتحليل تكامل #التخطيط_العمراني و#التصميم_العمراني مع النقل العام في المدن التي تهيمن عليها المركبات الخاصة. رؤيتي المتمثّلة في أنني أتطلع إلى مجتمع يتنقل فيه الناس متى وكيفما شَاؤوا، هي الدافع الرئيس لقيامي بترجمة هذا الكتاب خدمةً ودعماً للعلم والمعرفة والخبرة في مجال النقل العام وإطلاع القارئ العربي على المستجدات المتعلقة بتوفير وتطوير المعرفة والممارسة ذات الصلة. العديد من #مدن العالم استخدمت التركيبة العمرانية ذات الكثافة السكانية المنخفضة والشكل العمراني المتمدد أفقياً والضواحي المتناثرة كذريعة لعدم تنفيذ وتطوير #النقل_العام وعائقاً أمام تفعيله والاعتماد عليه. وبالمقابل، فقد اتُخذت هذه الحجة كمسوِّغ للاستمرار في الاعتماد على استخدام السيارة الخاصة وتسهيل حركتها وتنقلها ببناء المزيد من الطرق ومختلف الخدمات المرتبطة بها. يقدم الكتاب تفنيداً علمياً وعملياً قوياً بالحجج الدامغة والبراهين المقنعة لمثل هذه الادعاءات موضحاً أنه ينبغي تنفيذ وتصميم شبكة مترابطة ومتكاملة للنقل العام ييسر الوصولية والتنقل «من أي مكان لأي مكان آخر» بكل سهولة. لهذا يجب أن تضم هذه الشبكة مسارات ومحاور سريعة مع خطوط تغذية ونقاط ربط مشتركة مع أحياء الضواحي ومجاوراتها السكنية. كما ينبغي لشبكة النقل العام أن تتكامل مع الحلول الأخرى المتلائمة مع شكل المدينة الممتدة أفقياً وتركيبتها العمرانية بدلاً من إعادة بناء نفسها ورفع الكثافات. وهذا الأمر ليس مستحيلاً لكنه سيكون أيسر بكثير لو كانت المدينة ممتدة رأسياً بكثافات عالية كهونغ كونغ. أقدم امتناني وتقديري لمؤلف الكتاب أستاذي في مرحلة الماجستير والدكتوراه بول ميس الذي غمرني بإطرائه على مساهماتي البحثية والعلمية في تمهيد هذا الكتاب، وقد حالفني الحظ بأن أطلعته على أول فصلين من ترجمة الكتاب -من باب الاطلاع وإدخال السرور عليه أثناء مرضه الشديد وقبل وفاته عام 2013 وكان حينها في بداية الخمسينات من عمره. وتمنيت أن يرى هذا الكتاب بين يديه، حيث إن سعادة المعلم دائماً تتمثّل بأن يرى تلميذه منتجاً ونافعاً وحاملاً لمشعل العلم والمعرفة.
وقد دعمني وشجعني على ترجمة الكتاب وكانت له مساهمته الإيجابية التي مكنتني من إكمال ترجمة هذا الكتاب المميز عالمياً. وقد حالفني الحظ أيضاً أن عملتُ مع المؤلف قبل وفاته على تشخيص تجربة النقل السريع بالحافلات في مدينة أوتاوا (عاصمة كندا) واكتشاف أسرار نجاح نقلها العام وتم نشر البحث العلمي في مجلة التخطيط العمراني العالمية الرائدة Town Planning Review وعندها نال إعجاب مجلة التطوير العمراني الصينية URP وقامت بترجمته بالكامل للغة الصينية «Transport for Suburbia: Beyond the Automobile Age» by Paul Mees https://lnkd.in/dpDMW5SE