عبد الله سليمان الطليان
خلق الله البشر على هذه الأرض في صفات جسمية وعقلية مختلفة، تؤثر فيها ثقافة الدين والعادات والتقاليد وبيئة المكان التي تشكل عامل البقاء من خلال طلب الرزق، الذي يعد أهم جانب في هذه الحياة، أغلب البشر يضربون في الأرض في أعمال ومهن مختلفة للحصول على الكسب المادي بشكل فردي أو جماعي، هناك من يريد الكسب للقضاء على حاجاته ومتطلباته المعيشية التي أحيانا ً تأخذ منه جهداً شاقاً ومتعباً في العمل وكذلك التفكير الذي يجعل حياته في قلق وتوتر وكبد مستمر، وهذا من الصفات النفسية الداخلية التي تشمل كل البشر، التي لها أثر سلبي على الصحة، والتي تأتي عبر ضغوط المشكلات والصعاب التي تواجه عملية الكسب، تزداد سوءًا أحياناً عندما يتسرب الطمع وحب التملك الذي يؤدي أكثر إلى اشتعال الفكر ومزيداً من الإرهاق العقلي والجسدي.
وهذا يشمل جميع المجتمعات على اختلاف ثقافتها، وليس قاصرا على مجتمع معين، في مجتمعنا ومن خلال النظر إلى حقيقة الحاجات والمتطلبات التي تغيرت بشكل جذري مع التطور الذي نشهده، التي لم تعد بسيطة عمن كانت عليه في الماضي، فهناك تغير هائل وسريع شامل لكافة شئون الحياة، والذي تسبب في اتساع دائرة هذه الحاجات على نحو كبير، ولكن عندما ندقق أكثر في كيفية أولوية هذه الحاجات، سوف يتضح أننا حقيقة نعيش في عشوائية مفرطة عند الكثير، فلا توجد هناك أولوية في توفير هذه الحاجات والمتطلبات، يصاحب هذا وهو الذي نعيشه بقوة وله أثر سلبي فادح هو التقليد والنظر إلى ما عند الآخرين، ويكاد يكون مسيطرا على عقول الأغلبية في مجتمعنا وهو الأساس في التفكير، الذي وأد معنى القناعة التي تحضر أحياناً في المناسبات واللقاءات فقط لمجرد اغتيال المنافسة والبقاء في التميز.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لَوْ كانَ لاِبْنِ آدَمَ وادِيانِ مِن مالٍ لابْتَغَى وادِيًا ثالِثًا، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرابُ، ويَتُوبُ اللَّهُ علَى مَن تابَ).