حسن اليمني
ليس ذنب نادي الهلال أن أصبح متميّزاً بفارق زمني عن باقي الأندية محلياً وخليجياً وعربياً بل وآسيوياً وحتى عالمياً، بل الذنب هو لمحاربي النجاح والعاجزين عن مجاراة نادي الهلال.
29 فوزا متصلا دون خسارة أو تعادل لا يمكن الانتقاص منه بمبررات واهية مثل انحياز تحكيم أو شعوذة وسحر، كما وصل الحال ببعضهم حين ضاعت الحيلة في اختلاق مبررات للفشل في منافسة فريق سبق الزمان وتجاوز المكان.
علينا أن نتذكر حين كان الهلال يستعد لبطولة العالم للأندية وكيف عانى من زحام المباريات وتتابع الإصابات وتجاهل اتحاد كرة القدم لأهمية وضرورة خلق المناخ المناسب لناد يسعى لتمثيل الوطن في أعلى محفل دولي لكرة القدم، وعلينا أن نتذكر أن الهلال وصل لمرتبة وصيف بطل العالم لكرة القدم بعد حصوله على المرتبة الثانية بعد نادي ريال مدريد برغم كل الضيق والمعاناة سافها الأعذار وخلق المبررات.
ويبدو أن فريق الهلال يواجه اليوم وضعا مشابها في بطولة كأس الأندية الآسيوية والسوبر المحلي وبطولة الدوري وكأس الملك التي تجمعت في توقيت واحد، وحين يطالب نادي الهلال اتحاد الكرة بالنظر في مثل هذا الوضع للعمل على تهيئة الفرصة لممثل الوطن في بطولة القارة فإنه إنما يكشف حالة تستحق من اتحاد كرة القدم أن يعيد النظر فيها خدمة للأندية السعودية وليس حصرا في الهلال، وبمعنى أنه يتحدث نيابة عن باقي الأندية لمعالجة ضغط المباريات على الأندية التي تتصدر لمواجهة أندية أجنبية في منافسات قارية أو عالمية، وحين يصبح الهلال هو الرقم الصعب في هذا التميز والظهور فالفرصة متاحة لباقي الأندية الوطنية متى سعت هي أيضاً بإصرار على الظهور كواجهة للوطن في المسابقات الرياضية، والهلال ويسعى لتذليل الصعوبات امامها هي وإلا فإن الهلال قادر بكل تأكيد على المنافسة وتحقيق النجاح برغم الظروف والصعوبات، وهو الذي واجهها بالفعل وتجاوزها وليس في حاجة لخلق مبررات وأعذار.
المثيرحقاً أن تظهر أصوات من بعض منسوبي بعض الأندية لمحاربة النجاح والدعوة لعدم الاستجابة لمطلب نادي الهلال في إعادة ترتيب أوقات بعض المباريات المحلية لخلق فرص نجاح أفضل للنادي الذي يمثل الوطن في بطولة دولية وعالمية تعطي للكرة السعودية علوا وتميزا، هذه الأصوات لا تحارب الهلال وإنما تحارب النجاح ذاته، وتحارب التميز ذاته بما خلق الفارق الهائل بين نادي الهلال وباقي أندية الوطن، كما يشهد بذلك نقاط الترتيب في الدوري العام، والأصح أن تتجه هذه الأصوات لدعم مطالب الهلال لتحفيز باقي الأندية على السعي لتحقيق نتائج أفضل تقارب بينها وبين نادي الهلال بدلاً من وضع العصا في عجلة المتقدم دون العودة لبحث أسباب تعثر فرقها في المسابقات المحلية والدولية.
تحطيم أرقام «غينيس» القياسية في أعلى رقم فوز في العالم الذي حققه الهلال فخر للرياضة السعودية، وكان حريا بباقي الأندية أن تسعى بكل جهد لمنافسة الهلال بدلا من النيل من هذا الإنجاز الرياضي على مستوى العالم ليس لشيء إلا من باب مناكفة النجاح، وكأن ذلك إقرار واعتراف بالعجز والفشل.
التفتوا لأنديتكم ولا تخلقوا لها الأعذار في الفشل والانحدار، طالبوها بإعادة النظر في رسم سياسات التطوير، وقدموا الاقتراحات والاجتهادات لأنديتكم للوصول لمنافسة الهلال، انتهوا من حالة رمي الفشل على حكام المباريات والسحر والشعوذة أو المحاباة والمجاملة من قبل المسؤولين عن الرياضة، فهذا فعل لا يجدي ولا يقدم وعيا رياضيا بقدر ما يعبر عن إفلاس وعجز.