د. إبراهيم الشمسان أبو أوس
بهذا الاسم الموفق كانت الجلسة الثقافية التي دعت إليها في منزلها العامر صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود حرم أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهم الله. وكان محور الجلسة الحديث عن أ.د. وسمية عبدالمحسن المنصور لتذكر ما اتصفت به رحمها الله من العلم ومحبة الناس والعطاء السخي، دعت صاحبة السمو ابنتي المرحومة وكنتيها وعددًا من أفراد أسرتها وزميلاتها وصديقاتها، وكانت الجلسة ندوة ثرية بما ألقي فيها من كلمات وأشعار ومن مداخلات الحضور، وكانت الندوة بإدارة موفقة أدارتها زميلتنا أ.د. نوال الثنيان، وعُرضت بعض كتب أم أوس وأبحاثها، وكُتبت كلمات في سجل معد لذلك، أهدته إلينا صاحبة السمو حفظها الله.
ليس غريبًا ما وُصف لي من تأثر صاحبة السمو وتوالي دموعها وهي تسمع ما يقال، ولست أنسى ونحن في أيام العزاء اتصالها الحنون ببناتي لمواساتهن، واتصالها الكريم بي لتعزيتي، كانت بادية التأثر والحزن على وسمية، كانت فقيدتها كما كانت فقيدتنا.
تشرفت أم أوس بمعرفة صاحبة السمو حين شاركت في المهرجانات واللقاءات التي كانت تنظم في منطقة القصيم، وكانت معها حين لبت دعوة في محافظة المذنب.
سبقت سمعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر إلى منطقة القصيم قبل أن يعين أميرًا عليها، وكان أن والى زياراته إلى إجزاء المنطقة كبيرها وصغيرها، وكان لي شرف استقباله في مركز المربع وفي محافظة المذنب غير مرة.
وكذلك كان لصاحبة السمو أثرٌ عظيمٌ في حياة المجتمع في المنطقة فاهتمت بالنشاط الثقافي في مجلسها، وخرجت إلى المجتمع البسيط تتلمس حاجاته وبخاصة المرأة؛ إذ عززت مكانتها ودفعتها للعمل المثمر البناء، فدعت إلى فكرة الأسرة المنتجة، ولذا كانت هي رئيسة مجلس إدارة الجمعية التعاونية النسائية المتعددة الأغراض بمنطقة القصيم - حرفة، كما شغلت عضوية مجلس أمناء «المعهد الملكي للفنون التقليدية». وكان أن نالتها جائزة برنامج الخليج العربي للتنمية - أجفند عام 2016.
حدثتنا الدكتورة عواطف القنيبط، وهي من أعز صديقات أم أوس، عن أعمال صاحبة السمو وأثرها في المجتمع وحدثتنا عن أثرها الشخصي فيها، ورأيت الكتاب الذي أعدته الدكتورة عواطف عن الملابس التقليدية، وكان الإهداء المتميز لصاحبة السمو عرفانًا بفضلها وبتشجيعها؛ إذ لم يكن لهذا الكتاب أن يرى النور بغير ذلك الدعم المتميز.
حدثتني أم أوس عن إعجابها الشديد بسمو الأميرة نورة، عن تواضعها الشديد، عن حبها للخير والعطاء، وحبها لمساعدة الآخرين وتعليمهم كيف يساعدون أنفسهم، لم تنقطع زيارات أم أوس لصاحبة السمو، وكنا في كل مرة نزور القصيم تتفضل صاحبة السمو بدعوتها، وكانت تبعث إليها بسيارتها الخاصة لتنقلها إلى القصر، تآلفت القلوب واجتمعت على حب العطاء والخير، وكانت أم أوس تصف صاحبة السمو بأنها من أعز صديقاتها ومن أحبهن إلى قلبها.
ولما تولى إمارة منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر اتصلت عناية صاحبة السمو بالثقافة والعمل الخيري. وأما هذه الندوة فهي مثال نادر من أمثلة الوفاء، وفاء صاحبة السمو لصديقتها الراحلة أم أوس رحمها الله.
ليس باستطاعتنا الوفاء بشكر صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد؛ ولكنا سنوالي الدعاء لها بظهر الغيب أن يديم عليها الصحة والتوفيق والرضا.