إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
للحرف العربي جماليات لا تشبه أي حرف آخر بالعالم، حيث يتميز الحرف العربي بتكوين فريد وتشكيل متفرد يجعل منه ومن تراكيبه المتنوعة التي تتعدد بعدد كبير من الخطوط القواعدية والتي تسمح أيضاً للفنان أن يتعامل معها بحرية ليكوّن منها مخطوطاً أو لوحة فنية أو منحوتة أو تشكيلاً.
وما بين فلسفة الحرف وتكوينه وبين معانيه وتشكيله وبين ألوان الحياة ومشاعر الفنان وأحاسيسه، يكمن تكوين أعمال الفنان التشكيلي والخطاط والأديب محمد العجلان.
منذ سن العاشرة من عمره تعلّق العجلان بالعرب واللغة العربية والحرف العربي، ليتحرك فيه ذاك الفضول ويهم بالحث عن أسرارهم وجمالياتهم وارتباطهم بالفنون وعمل بعد ذلك على تطوير ذاته ليكون خطاطاً محترفاً وليتقن جلّ الخطوط العربية وكاتباً أديباً وباحثاً في فلسفة الحرف العربي.
يختار الفنان التشكيلي محمد العجلان مواضيع مميزة ترتبط أدبياً وفنياً ليكوّن من خلالها مجموعات تشكيلية متميزة أو لتكوّن معرضاً شخصياً أو حتى جداريةً ضخمة يبحر المتلقي بين تفاصيلها.
بعد أن أتقن الخط العربي واحترفه اختار العجلان التمرد على قواعده الكلاسيكية أحياناً ليترك المجال لفنه وإبداعه ولينسج قواعدَ جديدةً تحتكم للفن لا للنسب وللمشاعر لا لعدد النقاط وحساباتها، لتمتد وتتشابك، ترتقي وتلتف ليكوّن من خلالها مع تداخلات لونية أجمل الإبداعات البصرية للوحات تشكيلية قلّما تجدها صغيرة في حجمها، فهو البحّار الذي اعتاد أن يبحر في عمله، لا يحده فيه إطار ولا يقيده فيه نهاية، وهذا ما يجعل الفكرة تمتد في عشرات الأعمال لتكمل تفاصيلها ولتتشابك كصفحات رواية، تقلبها لتكمل أحداثها بتشوق وسلاسة لتصل لصفحة الغلاف دون أن تنقطع.
أديب يكتب خواطره، ثم يرسمها، ويراقص معها اللون والتكوين، لترى المعاني تشابكت بين بصيرةٍ وبصر ولتلامس المشاعر والحواس جميعها حتى تصل بكل معانيها.
يقول محمد العجلان: «إن ما يراه المتلقي في الأعمال التشكيلية ليس فناً، إنما هو نتاجٌ فنيٌّ، الفن ليس ما تراه في العمل الفني، إنما هو ما عاشه الفنان أثناء إنتاجه لعمله الفني».
محمد العجلان هو فنان تشكيلي سعودي وخطاط محترف وأديب وباحث في فلسفة الحرف العربي، ومحكم دولي في فنون الخط العربي، ولد في مدينة الرياض عام 1962م.
شارك في العديد من المعارض الجماعية في المملكة العربية السعودية وخارجها، عرضت أعماله في آرت دبي وآرت أبوظبي وفي متحف شنغهاي الوطني وفي بيروت، شارك في معرض اليونسكو في جمهورية فرنسا - باريس عام 2019م، تم تكريمه كأحد رواد الفن التشكيلي السعودي من قبل معهد مسك للفنون عام 2019م، تم اختياره كأحد أعضاء لجنة التحكيم الدولية المشاركة في بينالي الشارقة للخط العربي عام 2022م.
أقام خمسة عشر معرضاً شخصياً كان أولها معرض السبع المعلقات ومعلقة الخط العربي عام 1995م في فندق الانتركونتيننتال بمدينة الرياض، ثم أقام معرضه الشخصي الثاني بعنوان والهوى حرف مجيد في صالة تجريد بمدينة الرياض عام 2012م وأقام معرضه الثالث «رموز» في لام آرت جاليري عام 2013م، وأقام معرضه الرابع في بارك آرت جاليري في لندن بنفس العام، وكان معرضه الخامس بعنوان السبع الرطب في صالة تجريد بمدينة الرياض عام 2016م، ليقيم بعدها بعام معرضه السادس «قسورة العرب» في صالة تجريد أيضاً، ثم افتتح صالته الخاصة عام 2019 التي أسماها «السبع الرطب» وأقام في افتتاحه معرضه السابع بعنوان الوريقات ثم أقام معرضه الثامن «حان الآن» ومعرضه التاسع «الذين هم» في نفس العام، ثم أقام معرضه العاشر «سراقة» عام 2020م وأقام معرضه الحادي عشر «أرطبون الحرف» عام 2021م وأقام معرضه الثاني عشر «البراق» والثالث عشر «سبع السلام» والرابع عشر «طغرا» في نفس العام بصالة السبع الرطب، وأقام معرضه الخامس عشر بعنوان السبع المحلاة عام 2022م.
كما أقام 4 معارض ثنائية مع الفنان التشكيلي خالد العويس أولها «يا بايعات الورد» عام 2020م والثاني «جدار لقمان» عام 2021م والثالث بنفس العام بعنوان «لأمرٍ ما» والرابع عام 2023م بعنوان «قطة آل فرعون».
** **
إكس: AL_KHAFAJII