سمر المقرن
في طيات مجتمعنا، يأتي مصير ومستقبل الأيتام ليجمعنا، ليس فقط على مستوى الأسرة، بل كمسؤولية جماعية تقع على عاتق الحكومة والمجتمع على حدٍّ سواء، فإن دعم الأيتام في المملكة العربية السعودية يتجاوز مفهوم العطاء المادي إلى بناء قاعدة صلبة لضمان مشاركتهم مشاركة كاملة في مستقبل مشرق لهم وللوطن.
وفي يوم اليتيم العربي، الذي يأتي يوم الاثنين المقبل 1 إبريل، تتجلى ريادة حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- في هذا المجال من خلال سياساتها وبرامجها الداعمة للأيتام، كتأمين الرعاية الشاملة والحرص على توفير التعليم القوي والرعاية الصحية المتميزة، وهذا لا يأتي من فراغ، بل هو تجسيد لتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على الإحسان إلى اليتيم والعناية به، كما قال الله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}. وعلى المستوى المجتمعي، يتجلى الدور في تعزيز الوعي بأهمية دعم الأيتام وتوجيه الدعم للمؤسسات الخيرية الرصينة. فالتبرعات والوقفات الخيرية هي جزء من التزامنا الأخلاقي تجاه هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أهم عناصر الحياة المستقرة، وفقدوا أهم أعمدة الحياة!
ولأنهم جزء منّا، فيعتبر دعم الأيتام دعامة أساسية في أي مجتمع يسعى نحو التقدم والازدهار. واليوم في المملكة العربية السعودية يأتي ذلك كأحد أولوياتها خلال مسيرة التقدم نحو الرؤية الاستشرافية، لتقدم دورًا محوريًا في تقديم نموذج يحتذى به في الرعاية والدعم للأيتام، مما يعكس أسمى القيم الإنسانية والإسلامية.
وتقدم حكومتنا الرشيدة أيضًا الدعم والحث كذلك عليه من خلال تمكينهم من التبرع إلى الأيتام بسهولة وأمان، وذلك من خلال القنوات المضمونة والموثوقة لدعم الأيتام، والتي تتيح لسكان المملكة التبرع للأيتام وضمان وصول مساعدتهم بل ورؤية أثرها على حياة الكثيرين من هؤلاء الأبرياء. فهذا الدعم واجب علينا المشاركة به والشعور بهذه الفئة الغالية التي لم تختار هذه الأوضاع المؤلمة!
في نهاية المطاف، دعم الأيتام ليس مجرد مسألة رحمة، بل هو استثمار في بناء جيل قوي قادر على المساهمة في رفعة وتقدم الوطن، وفي كل خطوة نخطوها في هذا الطريق، نكون قد أضفنا إلى لوحة الحياة لونًا من ألوان العطاء والأمل.