عثمان أبوبكر مالي
تراجع كبير تعيشه (المنتخبات السنية) السعودية في مشاركاتها الخارجية المختلفة، وبشكل خاص المنتخب الأولمبي، الذي ابتعد كثيراً، بل هو توقف عن تحقيق الإنجازات في البطولات التي يشارك فيها، على صعيد (الألعاب الأولمبية الصيفية) وعلى مستوى (كأس آسيا تحت 23 عاماً) التي حققنا البطولة فيها مرة واحدة فقط (موسم 2022) من أربع مشاركات، وعلى مستوى (الألعاب الآسيوية) والتي أفضل نتيجة حققناها فيها الوصول إلى الدور (ربع النهائي).
الأمر لا يختلف على مستوى تسجيل الحضور المبهر الذي يتواكب وتطلعات جماهير اللعبة والأندية الرياضية في المشاركات جميعها، وأصبح الوضع (حشد المواهب والأسماء) في المشاركات، والتركيز على (اختيار النجوم) البارزة والأسماء المعروفة في (الدوري السعودي) من اللاعبين الذين يشاركون بقمصان الفرق الأولى في دوري روشن، بغض النظر عن ساعات اللعب وربما الاحتياج، وتخلى (الأخضر الشاب) في السنوات الأخيرة، عن مهمة كبيرة كان يقوم بها ويؤديها للأندية والكرة السعودية، وهي (اكتشاف المواهب) وصناعة النجوم في كل مراكز اللعب وتقديمها للجماهير قبل أن تتعرّف عليها بقمصان أنديتها، وكان ذلك بمثابة (هدايا) تقدمها المنتخبات السنية سنوياً، سواء الأولمبي أو منتخب الشباب، وتغيّر الوضع تماماً في السنوات الأخيرة، بعد أن أصبح الاعتماد الكلي على اللاعبين (الجاهزين) صناعة الفريق الأول في الأندية الكبيرة، سواء في المنتخب الأولمبي أو منتخب الشاب رغم وجود لاعبين تنطبق عليهم شروط المشاركة السنية، ولديهم ساعات لعب ربما أكثر ولديهم أيضاً القدرة على المشاركة والعطاء، ربما أفضل من اللاعبين المختارين الذين يجلسون على (دكة البدلاء) مع الفريق الأول، وذلك بحكم مشاركتهم المستمرة في دوريات أعمارهم، لدرجة أن اختيار لاعبين من الفريق الأول لم يعد مقتصراً على المنتخب الأولمبي وإنما حتى في منتخب الشباب، والدليل وجود (ستة لاعبين) يمثّلون فريق الاتحاد ضمن قائمة منتخبي الشباب والأولمبي، الذين تم استدعاؤهم أخيراً، جميعهم من لاعبي الفريق الأول، وهم (أحمد الغامدي وعوض الناشري وزكريا هوساوي) وثلاثة لاعبين لمنتخب الشباب، أيضاً جميعهم يلعبون للفريق الأول وهم (مروان الصحفي وسويلم المنهالي وأسامة مرمش (احتياط الحراسة) والعدد قابل للزيادة لولا تجاهل بعض اللاعبين مثل (سعد الموسى وطلال حاجي وفرحة الشمراني) وإصابة لاعبين شبان آخرين مثل (حامد الغامدي ومهند شنقيطي).
إن هذه الاختيارات لن تحقق للمنتخبات السنية أي أهداف مستقبلية، لن تحقق البطولات (الإنجازات) ولا تقدم المواهب والأسماء للفريق الأول في الأندية ناهيك عن المنتخب، مما يجعل تشكيلها ووجودها، هدراً للوقت والمال والجهد والنتيجة سراب.
كلام مشفّر
- استشهدت بلاعبي الاتحاد من باب المعرفة، وإلا هناك أسماء غيرهم من أندية أخرى، وحتى الأسماء الاتحادية التي أشرت إليها وتلعب أساسياً مع فريقها، لكن بعضها يجلس في المنتخب على الدكة مثل سويلم المنهالي مع منتخب تحت 21 عاماً!
- يقول الخبير والناقد الإعلامي الكبير والمخضرم عادل عصام الدين ما نصه (إنجاز وبطولة وشطارة وقوة المنتخبات السنية في المشاركات الدولية تتمثّل في اكتشاف المواهب ورعايتها وليس الفوز بالجوائز) المشكلة (أستاذي) إذا لم يكن المنتخب يحقق لا هذه ولا تلك؟!
- تتناثر على مستوى الإعلام (العالمي) التقارير والأرقام عن المبالغ التي تُصرف على الأندية السعودية في مختلف جوانبها، بعض هذه الأرقام تأتي من باب التقدير والتسليم بالخطوات الكبيرة التي تنتظر الكرة السعودية، والدوري السعودي من حيث (القفزات المنتظرة) على صعيد الأندية. وبعضها تأتي من باب السخرية والتقليل من الدوري السعودي، على طريقة هذا مستواه رغم الصرف الكبير، وبعضها على سبيل التأليب و(التحريش) بين الجماهير السعودية، والأمثلة على هذا كثيرة، آخرها المقطع الذي نُشر عن تصنيف ناديي النصر والهلال من حيث (المرتبات السنوية) عالمياً، حيث وضعا في المركزين الثاني والرابع على التوالي، ولا نعلم مدى صحة الأرقام لكن الكل يتناقلها.
- السؤال: لماذا لا تضع الجهة المسؤولة في رابطة دوري المحترفين، وبرنامج الاستقطاب (النقاط على الحروف) وتكشف كل التفاصيل والأرقام المتعلقة بكل ناد سواء أندية شركات الاستحواذ أو أندية الدعم الأخرى، ويكون الجميع على بينة، ويوقف ذلك محاولات التشويش أو محاولات الاصطياد بين على الجماهير في المياه العكرة، ذلك أمر ضروري ومطلوب، خاصة والموسم الرياضي انتصف والحديث عند بعض الجماهير بدأ يدور عن الموسم القادم واستقطابات الأندية القادمة، والأرقام المليارية بدأت تظهر وتنتشر من غير سند!