عبده الأسمري
بنى صروح «الأعمال» على أركان «الرضا» بحقائق «المهام» وطرائق» الإلهام» كاتباً جملته التجارية من مبتدأ «اليقين» وخبر «التمكين» مولياً قبلة «أمنياته» شطر «الإخلاص».
من أعماق «التفاني» وحتى آفاق «المعاني» قطف «السبق» من خطوط «النهايات» الصعبة بأنفاس «الثقة» ونال «العبق» في دروب «المنصات» الفريدة بنفائس «التوثيق» وسط سجلات التنافس ومساجلات التحدي.
حوّل «اليتم» إلى مادة خام من «اللطف الخفي» صنع منها «سبل» الكدح التي فتح بها «الأرقام السرية» لخزائن «الجبر» حتى نال «الاحتساب سراً من عمق «القدر» وحصد «الاكتساب» جهراً في أفق «العمل».
إنه رجل المال والأعمال الشيخ عبد الرحمن الجريسي أحد أشهر التجار في السعودية والخليج.
بوجه نجدي وفق الأصول يحمل تقاسيم «الأسرة» العريقة تسكنه سمات «اللين» وصفات «النبل» مع ملامح مسكونة بالطيبة والهيبة وسحنة مألوفة تسكنها سمات «الانصات» وصفات «السمت» وعينين تسطعان بنظرات التفكر ولمحات التدبر وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية الأنيقة المتعامدة على محيا زاخر بالفضل وصوت مسجوع بلهجة نجدية ندية في مجالس الأقارب ومواطن العائلة ولغة مالية اقتصادية في مواقع الاستثمار وطاولات الاجتماع قوامها الخبرات ومقامها المنجزات قضى الجريسي من عمره عقوداً وهو يملأ «فضاء» الاقتصاد بصفقات «الأرباح» ويؤصل «إمضاء» السداد باتفاقيات «المكاسب» ويضيف إلى «أرصدة الوطنية» أرقاماً صحيحة من التفوق ويهدي رجال الأعمال «مناهج» من العصامية و»منهجيات» من الاحترافية ويترك للأجيال «نماذج» من الفلاح كرجل أعمال ووجه خير وأنموذج احتذاء ومثال اقتداء رسم على خارطة «الوطن» بصمات من الإنجاز وومضات من الاعتزاز.
في قرية «رغبة» الماكثة في محيط نجد ولد عام 1923 وتجرع ويلات يتم «باكر» حجبت عنه رؤية والده الوجيه الذي رحل عنه وهو ابن العامين وتحولت رعايته صغيراً إلى جدته وتربى في كنفها لسنوات ثم انتقل إلى منزل عمه محمد الذي سد «فراغ» غياب والده وتولى تربيته والاعتناء به فنشأ في «أحضان» الحنان الأسري الشامل الذي بدد الفقد وحوله إلى ألفة روت قلبه الصغير بجرعات «الحب» المبكر التي أحاطته من ذويه الذين حملوه على «كفوف» من العاطفة جعلته في نعيم أسري وسديم عائلي.
ارتهن طفلاً إلى نبوغ باكر تراءى في البصر واستقر في السمع عبر «نباهة» مبكرة كانت حدث سريرته وحديث عشيرته الأمر الذي جعله يمارس «الفضول المحمود» في أسئلة ملحة وأجوبة منتظرة ظل يمطر بها مساءات عائلته التي تنبأت بمشروع قادم وعابر لعتبات الزمن رغماً عن حداثة السن.
استبق الجريسي الرؤى نحو المستقبل حيث ارتبط بالتعليم وأنهى سنته الخامسة الابتدائية والتي كانت بمثابة «الشهادة» العابرة لحدود «الآمال» والمعبرة عن صمود «الأماني».
ونظراً لكفاءته وحبه للعمل ومراقبته لعقارب الزمن في لحظات استباقية بددت صدى التوقيت قرر عمه أن يلحقه بالتجارة مع الشيخ عبد العزيز النصار وهو في سن الرابعة عشرة من عمره.
أطلق الجريسي «نداء» الكفاح وظل يعمل كبائع مبتدئ وسط ساعات دوام طويلة أنهكت جسده ووسعت مداركه وسبرت أغوار أحلامه في عمل دؤوب على فترات مختلفة وبمهمات متنوعة تراوحت ما بين جلب البضائع من «دكاكين» مجاورة واستجلاب «الماء» من آبار بعيدة.
رتب الجريسي «مواعيد» الكفاح المؤلم على أسوار الانتظار لسنوات متعاقبة من المصاعب والمتاعب اجتاز خلالها «عقبات» اليأس وتجاوز فيها «عواقب» التردد. ودخل كشريك في تجارة لم تستمر بسبب بعض الظروف.
عمل بجد واجتهاد وامتهن العمل التجاري من بوابات «المثابرة» ونظر إلى العائد الاقتصادي من نوافذ» المخاطرة».
قام الجريسي بعدها بتأسيس أول أعماله التجارية تحت اسم بيت الرياض في عام 1958 والذي يعد النواة الأساسية لمجموعة الجريسي الحالية والتي تعد «منظومة» تجارية و»إمبراطورية» استثمارية كبرى حيث توسع نشاط «الشركة» وصعدت «سلالم» التطور وفق «رؤية» إستراتيجية وحكمة ذاتية وتنوعت أنشطتها التجارية والصناعية للشركة وحصلت على عشرات الجوائز المحلية والإقليمية والدولية في عدة اتجاهات.
امتلك الجريسي عددًا من المؤسسات تحت مجموعته الشهيرة وتقدم خدمات الاتصالات والكمبيوتر وتزويد الإنترنت ولديها عدة مصانع في العديد من المجالات المختلفة.
تعين الجريسي في عدة مناصب ومنها رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الجريسي ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض سابقاً ونائب رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية سابقاً ورئيس مجلس الأعمال السعودي الياباني ورئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني ورئيس الجانب السعودي في جمعية الصداقة السعودية - الصينية ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية في رغبة ورئيس اللجنة التأسيسية لشركة التمويل العقاري ونائب رئيس مجلس التنظيم الوطني للتدريب المشترك وعضو مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية وعضو الفريق السعودي في الاتحاد العربي للتحكيم الدولي وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض سابقاً وعضو مجلس إدارة مجلس الأعمال السعودي الأمريكي وعضو مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وعضو مجلس إدارة صندوق دعم الحياة الفطرية وعضو الهيئة الاستشارية العليا لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية وعضو مجلس الأمناء لجامعتي الأمير سلطان والأمير محمد بن فهد وعضويات مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء ومجلس أمناء جمعية البر الخيرية ومجلس أمناء مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية.
كرمته الدولة بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
ونال شهادة دكتوراه الشرف في فلسفة الاقتصاد من جامعة كينسنعتون الأمريكية وشهادة دكتوراه الشرف في فلسفة إدارة الأعمال من جامعة أمريكا وجائزة المؤسسة الأمريكية العالمية لتقييم المنجزات من لوس أنجلس
وحصد جائزة الشخصية الإسلامية العالمية المميزة لعام 2000م من مؤسسة (محمد الإسلامية) بولاية ايلونيز
وحصل على درجة أستاذ وزميل في الاقتصاد من جامعة أمريكا بولاية مونتانا الأمريكية وسلمه ولي العهد البلجيكي الأمير فيليب وسام جوقة ليوبولد الثاني برتبة كوماندوز (وسام بلجيكا الرفيع) واختير كرجل العام 2004م من المعهد الأمريكي للسير الذاتية ومنح العضوية الأكاديمية الروسية في علم الاجتماع عام 2007م.
جهود كبرى وأنشطة مثلى قام بها الجريسي لتطلق «العنان» أمام سيرة فضفاضة ارتدت رداءً مطرزاً بالتأثير ومعززاً بالتقدير تباين بين «معروف» مؤكد وانتهى إلى «عرفان» أكيد.
للشيخ الجريسي العديد من البصمات الخيرية في قريته المقترنة بكل أحاديثه والتي تعكس حبه للانتماء وعشقه للنماء ومشاركات ودعم كبير للعديد من الجمعيات والمؤسسات والقطاعات في مجال الخير والإحسان.
وله أعمال إحسان في عدة مناطق عنوانها «الخبيئة» وتفاصيلها إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ومساعدة المسكين إضافة إلى دعمه لتحفيظ القرآن الكريم والمجالات الإنسانية والحالات المرضية وغيرها.
عبد الرحمن الجريسي.. الوطني المخلص صاحب السيرة المشعة بالأثر والساطعة بالمآثر في متون «الإنجازات وشؤون «الخيرات».