خالد بن حمد المالك
تتحدث إسرائيل عن غزو قريب للبنان، وأن هذا الغزو سيكون شاملاً، وأن بيروت لن تكون مستثناة من هذا الاجتياح، وأن الاستعدادات بدأت، وتم الدفع بقوة إضافية للقيام بهذا العدوان، وأن حزب الله سيكون ملاحقاً أينما كان في لبنان، ما يجعل لبنان ساحة للقتال مثلما حدث في قطاع غزة.
* *
ويبدو أن المناوشات التي تجري الآن بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي كشفت للعدو عن ضعف حزب الله وعدم قدرته على المقاومة، وهذا الاستنتاج يأتي من حجم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف حزب الله كبيرة، وأن مقاومة الحزب في تصديه للعدوان الإسرائيلي على لبنان لم يظهر لها أثر، حيث إن الطيران الإسرائيلي يقوم بشكل متواصل بمسح لبنان جواً دون أن يجد من يتصدى له من حزب الله، كما أن مُسيّراته وصواريخه توقع خسائر بشرية كبيرة في حزب الله، وفي المقابل فإن مسيرات وصواريخ حزب الله الموجهة لإسرائيل لا تشكل خسائر كما كان يُفترض.
* *
وإذا كانت حماس قد كشفت عن تدني مستوى قدرات جيش العدو الإسرائيلي، من خلال خسائره البشرية الكبيرة، وعجزه عن تحقيق أهدافه على مدى ستة أشهر، وتحديداً منذ بدء الحرب البرية في قطاع غزة وإلى اليوم، فإن الجيش الإسرائيلي الضعيف ذاته لم يستطع حزب الله أن يُوقّع به خسائر بشرية.
* *
وإذا أقدمت إسرائيل على اقتحام كل لبنان بحجم كبير من قواتها، فماذا سيفعل حزب الله، الذي غاب أمينه العام عن المشهد منذ السابع من أكتوبر، فلم يعد يلقي خطابات التهديد والتحذيرات لإسرائيل التي اعتاد أن تكون إحدى محاور خطاباته الرنانة، فيما أنه - على ما يبدو - في حالة عجز عن مواجهة ما هو مطلوب منه في هذه الشهور الصعبة.
* *
حزب الله ورّط لبنان واللبنانيين، وظهر بشكل متواضع لمواجهة إسرائيل, ما شجع تل أبيب للتحضير لعدوان واسع متوقع على لبنان، بعد أن كشفت الغطاء عن القدرة الحقيقية لدى حزب الله التي كان يتباهى بها حسن نصر الله، وحين جدّ الجد رأيناه يتوارى عن الأنظار، ويغيب عن المشهد.
* *
كل ما نتمناه، عدم التصعيد، وعدم اللجوء إلى توسيع الحرب وامتدادها في جهات أخرى، وأن يتوقف عدوان إسرائيل، ويتم تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ويبدأ العمل بشكل جدّي وفوري لإنجاز خيار الدولتين.