في بداية المرحلة المبكرة لحياة كل واحدٍ منا وخاصة مرحلة الدراسة المتوسطة وبداية الثانوية التي تطل بنا على مشارف الجامعة والتي ننتظرها بفارغ الصبر لتحقيق الأحلام والأمنيات بدراسة التخصصات التي نحلم بها ونسعى في تحقيقها على أرض الواقع كرغبة وميول. وقد تكون في بعض الأحيان لرغبة وتشجيع من الوالدين أو أحدهما لعشقهم لذلك القسم أو لآخر وقد يكون أيضًا التشجيع والتحفيز لدراسة قسم معين أتى بناءً على نصيحة وتوجيه من معلمينا ومعلماتنا لاكتشافهم مهارات بعض الطلاب والطالبات بحكم قربهم منهم من خلال الحصص الدراسية اليومية على مدار السنوات الدراسية والتي تساعدهم في اكتشاف المواهب والمهارات الطلابية.
والآن يوجد ولله الحمد في مدارسنا منسق ومنسقة مختصان «بالموهبة» (البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين) من خلال أدوات ومقاييس مقننة، حيث تم تطوير نموذج للكشف عن الموهوبين مبني على منهجية علمية متقدمة تعتمد في المقام الأول على أهم الأسس العلمية وأفضل الممارسات التربوية، هذا البرنامج الذي يدعو للفخر والاعتزاز كشراكة استراتيجية انطلق في عام 2011 م مع كلٍّ من برنامج «موهبة» ووزارة التعليم والمركز الوطني للقياس».
في بداية حياتي الدراسية كانت أصعب حصة عندي هي حصة التربية الفنية وتحديدًا (الرسم) وإن كنت أنا عاشقة ومحبة للفن التشكيلي.
كنت أدرس في إحدى مدارس العاصمة الحبيبة الرياض في المرحلة المتوسطة وكانت معلمة الفنية «الله يذكرها بالخير» تطلب مني رسم مزهرية في كل مرة وياليت كانت المزهرية فارغة، من شروط اكتمال الرسمة أو بالأصح اللوحة السريالية أن تكون مليئة بالورود ذات الألوان الجميلة التي تسر الناظرين لكن ومع الأسف لم تنجح العملية في كل مرة حتى صارت تشكل لي الكثير من الرعب هذه الحصة لخوفي من الرسوب في هذه المادة مع وجود بصيص من الأمل وطمأنة زميلاتي لي بأنه لا يوجد رسوب في هذه المادة المهارية ولكن الخوف لا يزال موجوداً ويزداد لدي مع عدم إتقان الرسمة في كل مرةٍ لوجود الملاحظات من معلمة المادة مرةً على تلك المزهرية ومرةً أخرى على الورود التي بداخل المزهرية... فما أشبه الليلة بالبارحة كل هذا تذكرته وأنا أقرأ مذكرات أحد «أعمدة الصناعة» بالمملكة العربية السعودية وخاصة في عاصمة الطموحات والإنجازات مدينة الرياض وهو سعادة المهندس سعد المعجل في كتابه الرائع «الصناعة كما عشتها» وهو يتحدث عن قصته مع رسمة المزهرية عندما كان طالباً والتي تشبه إلى حدٍّ كبير مزهريتي لكن مزهرية المهندس المعجل أصعب حيث كانت سببًا في خسارته للمركز الأول وحصوله على المركز الثاني.
يقول: المهندس سعد «أثناء المرحلة المتوسطة تنافست مع أحد الزملاء في كل المواد وعندما جاء دور حصة الرسم رسمت مزهرية، وحرصت على كل التفاصيل وخرجت بشكل أعجبني وتوقعت الحصول على العلامة النهائية، لكنني لاحظت في عين المعلم، أن ثمة شيئاً لم يعجبه، فاستغربت بشدة، فسألته، فأوضح لي إنني لو دققت النظر لانتبهت إلى أن حجم المزهرية ضخم جدًا، ولا يتناسب مع حجم القاعدة الصغيرة الموضوعة تحتها! وقام بخصم درجة من علاماتي وكانت هذه العلامة سببًا في تراجعي إلى المركز الثاني وحصول الزميل المنافس على المركز الأول» بسبب تلك المزهرية المشؤومة.!!
وبعد أيها القارئ الكريم ما أجمل ما قال:
- البدر شاعر المشاعر والشعور وكل الفصول الذي عبر عن معاناتنا مع المزهرية وإن اختلف المعنى
حينما أنشد لا انتي وردة
ولا قلبي مزهرية من خزف
صدفه وحده جمعتنا
شوفي وشلون الصدف