عبده الأسمري
في ظل اختلاط «الحابل» من التجار و»النابل» من المعلنين و»المقابل» من المال ظهرت إلينا صناعة حديثة للتفاهة تكونت من مزيج بائس من متاجرين بالسمعة ومجاهرين بالسفه ومصفقين بالغفلة في ظل تشوه «بصري» وتلوث «سمعي» حول «مساحات» المشاهدة إلى «ساحات» مكابدة ما بين الواقع والخيال في ظل «مشاهد» غيرت وجه الحياة «الأصيل» إلى «قناع» ملوث بلا حياء ودون خجل و»شواهد» أساءت لذوق المشاهد الذي صادرته فوضى «الدخلاء» وعشوائية «السفهاء».
من أصعب السوءات وأقوى السقطات التعدي على «ذوق» البشر وتشويه المحيط الجميل للسلوك عبر «الدراما» المصطنعة من «فئات» قدمت إلينا على «أجنحة» الشهرة البائسة المرتبطة بالتهريج والمترابطة مع الهزل والمعتمدة على «السخف» والمتعامدة على «الجهل» وسط تزايد تلك «المساحات» المظلمة التي شوهت المنطق وصادرت العقل وسط «تنافس» مخجل ولهاث «مستديم» للحصول على المال على حساب «القيم» والوصول إلى التطبيل من بوابة «التمثيل».
هنالك فرق واضح وبون شاسع بين شهرة قائمة على «الأثر» و»التأثير» والمآثر» في متون «العلوم» وشؤون «المعارف» وأخرى مصنوعة من» الهرج» و»المرج» و»الجدل» في منحدرات «المحتوى» ومتاهات «المستوى» وكي نفرق بينهما علينا فقط أن نرى ميزان الحالتين في منصات «العلا» وأن نلمس مقام الشهرتين في ميادين «العلو» وشتان ما بين صعود إلى القمم بإنتاج العقل وانحدار إلى القاع بترجيح الجهل.
بنظرة استقصائية وتحليل نفسي واستقصاء سلوكي فإن القائمين على صناعة التفاهة يعانون من خلل في السلوك ويسيرون في اتجاهات «غير محددة» من الانضباط تتسارع وتيرتها حتى ترمي بالمتسرع منهم في «مصائد» الغباء المؤكد وقد توقع به في مغبة «الإدانة «الأكيدة.
يعاني صناع التفاهة من سطوة «التصنع» والذي يرميهم في متاهة «القلق» نظير العيش تحت شاشة «الكاميرا» والتعايش عبر «الدراما» المحبوكة والبحث في كل اتجاه عن «محتوى» من خلال «الكوميديا» المصنوعة أو اللعب على وتر «المشاعر» بواسطة البكاء أو التباكي أو طرق أبواب «العمل الخيري» للبحث عن جمهور من العطشى للتغير أو المرابطة على «بوابات» الفعاليات وعقد «اتفاقيات» احتيال مع اخرين من «العينة البشرية» ذاتها لتمرير «مشهد» مفبرك لشراء عواطف الاخرين واللعب على وتر «الأيحاء» وضم كتائب من المراهقين والمراهقات إلى قوائم المتابعين.
من الأمور التي قد تخفى على الكثير أن صناع التفاهة يعانون من «التوتر» وقد يصل بعضهم إلى درجات من «الاكتئاب» نظير اشتعال «المنافسة» بينهم والتي قد تتحول إلى «الحسد» وقد تتجاوز ذلك إلى «الضغينة» و»العداوة» وسط سوق مفتوح يرعاه تجار «الجشع» ويتبناه أعداء «التحضر «مما يجعل الأنفس في صراع مع «حيرة» تزلزل كيان «الاستقرار» ناهيك عن حجم «القلق» المتشكل من ردود الأفعال العكسية وتبديد «السمعة» وانتشار «الاستنكار» في أوساط العقلاء والفضلاء.
تبدأ صناعة التفاهة بسلوك مبرمج يقترن بمردود مالي قد يتجه إلى الارتفاع فيرفع نسبة «الطمع» ويصادر نعمة «الرضا» أو ينحدر إلى الانخفاض مما يستدعي البحث عن مشهد تافه مبتكر للرجوع إلى السيرة الأولى.
ترتفع نسبة «التوقع» نحو إصابة صناع التفاهة بجملة من الأمراض النفسية المتنوعة وفق اتجاهات تحمها «السمات الشخصية» و»حداثة النعمة» والشعور بالنقص والإصابة بهوس الشهرة لذا فإن الواجب على المجتمع بكل شرائحه وأطيافه أن يرفعوا من نسبة الوعي خصوصاً لدى الأجيال الناشئة والأخرى التي كانت «شاهدة» عيان على تلك الصناعة المخجلة.. وعلى «المتورطين» في هذه الصناعة من مشجع لها أو قائم عليها او مستفيد منها ممن لا يزالون في ساحاتها أن يراجعوا «العيادات» المتخصصة حتى لا تتطور حالاتهم وليعلموا أن علاج الخلل أفضل وأأمن وأجمل من مضاعفة «أعراض» الجهل.