إيمان حمود الشمري
تعاون سعودي صيني ينطلق بين البلدين من جديد لتعميق الجانب الثقافي، حيث تشهد العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تطورًا متناميًا، قبل تدشين مكتبة الملك عبدالعزيز ببكين عام 2017 ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا، إذ تحرص المملكة على توطيد العلاقة في الجانب الثقافي بين البلدين، والتي شملت عدة فعاليات علمية وثقافية منها: إطلاق المكتبة الرقمية العربية الصينية، وإقامة عدة معارض ثقافية كمعرض الخط العربي الصيني، ومسابقة الترجمة الدولية بين اللغتين العربية والصينية، وحالياً إطلاق برنامج اللغة العربية في جمهورية الصين، كما حظيت العديد من الكتب العربية للترجمة باللغة الصينية، على سبيل المثال لا الحصر: موسوعة المملكة العربية السعودية، وصناعة السدو بين الماضي والحاضر، وملامح وأماكن سعودية.. وغيرها الكثير، لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي، مما ينبئ بمستقبل مشرق بين البلدين، وكان آخر تلك التعاونات إطلاق (جائزة الأمير محمد بن سلمان) التي جاءت خلال زيارة وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان إلى بكين، حيث نظّمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة، حفل بدء أعمال الجائزة في فرع المكتبة بجامعة بكين، لتكون جائزة سنوية تشمل أربعة مجالات: أفضل بحث علمي باللغة العربية، وأفضل عمل فني إبداعي، وأفضل ترجمة لكتاب من العربية إلى الصينية (والعكس)، وأكثر شخصية مؤثّرة في الأوساط الثقافية، على أن يمنح الفائز شهادة تقديرية ومبلغاً مجزياً بالإضافة لميدالية تذكارية..
هناك مثل صيني قديم يقول: (لا بد من الاستفادة من التجربة السابقة للنجاح في الأمور القادمة)، وهذا ما يحدث الآن بين البلدين، حيث يبرز التزام كل من السعودية والصين بتوسيع نطاق التعاون الثقافي بينهما، وجاءت (جائزة الأمير محمد بن سلمان)، لتؤكد على امتداد التعاون وبناء جسور من التواصل والتفاهم يعود بالنفع على الجانبين، وينعكس على تعزيز الروابط بين المجتمعين والشعبين على حد السواء، (فجائزة الأمير محمد بن سلمان) مبادرة سعودية جديدة تفتح أبواب الفرص على مصراعيها، وتشجع الأكاديميين واللغويين والمبدعين للتعريف بالثقافة السعودية والصينية، وتعزيز الفهم العميق للتاريخ والتقاليد والقيم في كل بلد.
تناغم واندماج ووضوح في الرؤية والطريق.. تجانس بين رؤية المملكة 2030 التي من أهم مستهدفاتها الانفتاح على الثقافات الأخرى، ومبادرة الحزام والطريق الصينية التي تسعى لتحسين التكامل الإقليمي، تعاون جديد بين المملكة والصين يجسد نموذجاً شاملاً لكيفية بناء العلاقات، ويعد بمستقبل باهر من التطور والازدهار لكلا البلدين، فرغم أن الجانب الاقتصادي والسياسي يلقى اهتماماً كبيراً، إلا أن الجانب الثقافي يلعب دوراً حيوياً في تعزيز هذه العلاقات الإستراتيجية التي ستحقق تبادلاً دولياً على جميع الأصعدة.