قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (27) سورة الأنفال.
وقال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب.
ما هو المقصود بالأمانة؟
تعرف الأمانة كما ورد في كثير من المصادر بأنها: هي التكاليف التي كلف الله بها العباد من الأوامر والنواهي المتعلقة بحق الله والمتعلقة بحق العباد من التكاليف الدينية أو التكاليف الدنيوية من صوم وصلاة وحج وزكاة وغيرها أو من أداء الحقوق والمعاملات الخاصة بحقوق الناس فالوطن أمانة والأهل أمانة والزوجات أمانة والأبناء أمانة وكلمة الحق أمانة وكل ما كنت عليه ولياً فهو أمانة, وكما هو موضح بالآية الكريمة أن الله - عز وجل- عرضها على السموات والأرض والجبال الراسية فأشفقن منها فأبين أن يحملنها من عظم شأنها ومن صعوبة حملها وأدائها فحملها الإنسان الضعيف لظلمه وجهله بصعوبة توليها وحملها وصعوبة تحمل المسؤولية الكاملة نحو العمل المكلف به، فالواجب علينا هو أداء هذه التكاليف بصدق ونزاهة ورقابة ذاتية فالله - سبحانه وتعالى- هو الرقيب {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ.....} (19-20 سورة غافر.
فالله- سبحانه وتعالى- يعلم علمه التام المحيط بكل شيء، بكل الأمور دقها وجلها كبيرها وصغيرها لا تخفى عليه خافية. فالله سبحانه يسمع دبيب النملة السوداء، في الليلة الظلماء، على الصخرة الصماء... أيخفى عليه أمرك؟ لذلك يجب أن نتقي الله عند حمل الأمانة ونراقب الله- عز وجل- قبل مراقبة البشر وأن نستحي من الله قبل البشر الذي حملنا هذا الحمل الثقيل، فإن كانت عبادة فهي بينك وبين الله صلاتك وصومك وعبادتك لا شأن للبشر بها ولكن الحق الأعظم هو حقوق للبشر من هضم للحقوق أو تسلط أو تأخير في الأداء أو ظلم للبشر ثق بأنه سوف يأتي اليوم الذي ينكشف غطاؤك ولن تنجو من المحاسبة في الدنيا والآخرة لذلك اترك صفحتك بيضاء ونزه نفسك ورد الحقوق لأصحابها واتق الله في كل ما كلفت به وحاسب نفسك محاسبة المغادر والتائب فالأمانة عظيمة والأيام تمر سريعة كلمح البصر وكل بداية ولها نهاية وسوف تقف بين يدي الله سبحانه للمحاسبة فالرقيب والحسيب هو الله قبل محاسبة البشر.