سلطان مصلح مسلط الحارثي
على نمط المسلسلات الرمضانية التي تمتد طوال شهر رمضان المبارك، واصل فريق الهلال سلسلة انتصاراته المتتالية، التي وصلت بعد العودة من التوقف الأخير لـ»الحلقة» رقم 30 من أمام فريق الشباب والحلقة رقم 31 من أمام فريق الأخدود، لينتظر المتابع الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل الذي يتمنى أنصار ومحبو الهلال عدم نهايته، بينما أصبح حافزاً كبيراً لكل منافسي الهلال لإيقافه.
الحلقة رقم 30 من انتصارات الزعيم العالمي، واصل من خلالها الهلال انتصاراته من أمام الشباب، الذي لم يكن بالمنافس السهل، فقد قدم مباراة كبيرة، واستعاد شيئاً من بريقه في هذه المباراة، التي كانت مثيرة حتى دقائقها الأخيرة، لتنتهي برباعية هلالية مقابل ثلاثة أهداف للشباب، وفي حلقة الانتصارات الهلالية رقم 31، استطاع الهلال تجاوز الأخدود بثلاثية ومستوى جميل رغم غياب هدافه ميتروفيتش، لينفرد الزعيم العالمي بالأولوية العالمية على مستوى الانتصارات المتتالية، ويسجل رقماً إعجازياً، سيستمر في الصمود طويلاً.
مسلسل الزعيم الذي نشاهده اليوم على أرض الواقع، وتتابع مجرياته قنوات وصحف العالم، يقوده إخراجياً السيد البرتغالي العالمي جيسوس، وقد أبدع في تقديمه بصورة جميلة جداً، والمميز في هذا المسلسل أنه لا يوجد فيه «بطل» واحد، إنما هنالك أدوار يقوم بها أعضاء المسلسل، وكلٌّ أتقن دوره، حتى نجحوا جميعاً كمنظومة عمل متكاملة، يشرف عليها ويقودها فهد بن نافل، الذي سجل اسمه في صفحات المجد، وحق له الفخر بما صنع.
ليلة العيد غصة في حلق الهلاليين
لا زال الجمهور الهلالي يتذكر تفاصيل القرار الذي صدر «ليلة العيد» قبل عامين، وتمت من خلاله «معاقبة» نادي الهلال بالحرمان من تسجيل لاعبين جدد لفترتي تسجيل، وإيقاف لاعبهم محمد كنو لمدة أربعة أشهر، ذلك القرار الذي لا يمكن أن ينساه المشجع الهلالي، حيث ارتبط بحدث مهم عند جميع المسلمين، وهو «عيد الفطر المبارك»، وهو ماتلقى عليه «مركز التحكيم» انتقادات واسعة، حيث كانت هذه الفترة «عيداً وأفراحاً»، فكيف يصدر مثل هذا القرار في هذا التوقيت؟ دون مراعاة لمشاعر مشجعين ينتمون لهذا الوطن؟
اليوم، يعيد اتحاد الكرة مافعله مركز التحكيم قبل عامين، إذ قرر إقامة مباريات السوبر التي ستجمع الهلال مع النصر والاتحاد مع الوحدة، قبل ليلة العيد بيوم، على أن يكون النهائي ثاني أيام العيد، فمن اختار ذلك التوقيت؟ ولماذا أصبحت ليالي العيد من ضمن روزنامة المسؤولين عن كرة القدم لدينا؟
هذه «تخبطات» إدارية، لا يمكن أن نجد لها أي مبرر، فإن كان الموسم لا يتسع للعب مباريات السوبر، فمن الأفضل تأجيلها «مثلما طلبت الأندية المشاركة»، والسؤال الذي أصبح يسأله المشجع الهلالي، هل أصبحت بطولة السوبر «غصة» في حلوق الهلاليين؟ فالموسم الماضي تمت جدولتها قبل إقامة كأس العالم للأندية بخمسة أيام، وهذا الموسم تم وضعها قبل دور الـ4 من دوري أبطال آسيا بخمسة أيام؟ فلماذا يتم «ضغط» ممثل الوطن «أياً كان اسمه»؟ ولماذا توضع أمامه «العثرات» وهو يمثل الوطن في محفل خارجي؟ وهل يتعلم اتحاد الكرة السعودي من الاتحاد الإماراتي الذي دعم ممثله فريق العين «مالياً ومعنوياً»، حيث وضع له مكافأة ضخمة في حال تجاوز الهلال وتأهل للنهائي القاري، كما أجل له بعض المباريات التي قد تؤثر عليه قبل مباراة الهلال! بينما نحن وضعنا كأس السوبر قبل مباراة ممثلنا مع العين بأيام قليلة، ووضعنا مباراة الأهلي بين ذهاب وإياب دور الـ4 من دوري الأبطال! فهل هذا هو جزاء الفريق الذي قال له سمو ولي العهد ذات يوم، وبعد أن تشرفوا بالسلام عليه، وهم يحملون كأس دوري أبطال آسيا، «مثلتوا الوطن كله، وهذا إنجاز لكم وللوطن».
صرخة الضبعان
بنهاية مباراة الطائي والنصر في الجولة قبل الماضية، غرد رئيس نادي الطائي الأستاذ تركي الضبعان بتغريدة مؤلمة، وذلك بعد أن تعرض فريقه لظلم فادح من الطاقم التحكيمي «المحلي» الذي أدار المباراة، حيث كتب الضبعان في موقع X («اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال، أحدهما كافٍ لكسر ظهر الفريق فكيف بطرد وضربة جزاء لم تحتسب، حسبنا الله ونعم الوكيل»)، وإن كان البعض يلوم الضبعان في عدم طلب حكام أجانب، خاصة أن المباراة على أرضه، إلا أن هذا الأمر، لا يجيز للحكم المحلي ارتكاب أخطاء فادحة بحق الفرق التي لا تطلب حكماً أجنبياً، فما ذنب الطائي الذي يصارع على الهبوط ليُظلم بهذا الشكل؟ ولكن السؤال الأهم: هل هناك حكم محلي يستطيع إدارة مباراة من مباريات دوري روشن؟ أنا أجزم جزماً قاطعاً أنه لا يوجد حكم محلي «باستثناء حكم أو حكمين»، يستطيع إدارة مباراة من مباريات دوري الدرجة الأولى، فما بالكم بدوري روشن؟ الحقيقة مؤلمة ومرة، فالتحكيم السعودي في هذه المرحلة لا يمكن أن يعول عليه.