عطية محمد عطية عقيلان
التجمع البشري لكي ينجح ويستمر وينهض، يحتاج إلى تضافر وتعاون وتسامح بينهم، وكانت ذكرى يوم التأسيس الماضية التي تصادف 22 من فبراير من كل عام، هي ذكرى تدعو إلى الفخر والاعتزاز وتسليط الضوء على ما تم خلال هذه القرون الثلاثة الماضية وحتى وقتنا الحاضر، وقد أصبحت المملكة العربية السعودية قوة عظمى على كافة المستويات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو العلمية أو الرياضية، ومن الإنصاف لكل مواطن ومقيم وشاهد على هذا التطور المتسارع أن يقول كلمة الحق أو أضعف الإيمان أن لا يفتري على ما تقوم به المملكة من جهود حثيثة على المستوى الخدمات الإنسانية ونزع فتيل الحروب والصراعات في العالم، وفي مثال بسيط على ما تقوم به من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ksrelief.org، فإن إجمالي مشاريع المركز حتى 31 ديسمبر 2023م، هي أكثر من ستة مليارات ونصف المليار دولار، على 2670 مشروعاً حول العالم، إضافة إلى عشرات المبادرات التي تقدمها المملكة للحفاظ على المناخ والموارد الطبيعية وتوفير الماء والغذاء.
وعلى صعيد البلاد تم إطلاق رؤية 2030 لتهتم بجودة الحياة من خلال توفير بيئة مناسبة توفر الحياة الكريمة والإنسانية للمواطنين والمقيمين والزوار، وفتح باب المجال للمستثمرين للاستفادة من هذا التطور والقوة الاقتصادية للمشاركة فيه وفتح شركات ومصانع ومكاتب إقليمية، كنقطة انطلاق للمنطقة كلها، وكذلك تم إطلاق منتجات الإقامة المميزة الـ 5 الجديدة وتشمل (إقامة كفاءة استثنائية، وإقامة موهبة، وإقامة مستثمر أعمال، وإقامة رائد أعمال، وإقامة مالك عقار)، وما يميز هذه البلاد منذ انطلاقة رؤية 2030 المباركة، هي الديناميكية المتسارعة والتطور في الأنظمة والقوانين والمبادرات والفرص التجارية، لكي تلبي تطلعات قادة هذه البلاد حفظهم الله وتحقق النمو والازدهار المنشود، وتكون مركزاً تجارياً وسياحياً وصناعياً وتقنياً بثقل سياسي وبعد أمني يحفظ الأمن ويوفر الأمان والسلام فيها.
ورغم ما تحققه هذه البلاد المباركة من إنجازات على كافة الأصعدة، هناك من يتربص ويبحث عن أخطاء أو هفوات أو تصرفات فردية، لكي يمارس النقد والتجريح ويستخدم لغة منفلتة خالية من الأدب والذوق العام، ويلجأ إلى الاستهزاء والتقزيم لكل منجز، طبعاً جل من يمارس هذه الأفعال هم من جماعة ألعب أو أخرب، أي إما أن يتم استدعائي واستضافتي وإغداق الهدايا عليّ، وغير ذلك سوف أقوم بنقدكم والافتراء عليكم، لكي تنتبهوا لي وتستفيدوا من خبراتي وتستضيفوني القابلة للتأجير، ورغم قدم هذا الأسلوب ونجاعته في الماضي، ولكنه عفا عليه الدهر وتجاوزه وأصبح العمل بحرفية لا تحتاج مثل هذه النماذج من الإعلاميين أو المحللين في كافة المجالات، وأصبحت الإنجازات تتحدث عن نفسها وكما يقال «لا تغطى الشمس بغربال»، ولا يخلو من ممارسة كهول الإعلام أيضاً من استخدام هذا المثل لكي يحققوا مكاسب شخصية بعيداً عن الأضرار بسمعة المشاريع التي تقدمها الدولة، وفي لقاء تلفزيوني مع الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام السابق لرعاية الشباب، ذكر أن أحد الإعلاميين كان يشن هجوماً لاذعاً وغير حقيقي على عمل الرئاسة، وعند معاتبته من قبل الأمير قال له «قص لساني عند البنك»، وهذه النوعية من الإعلاميين وإن كانوا في انحسار، يبحثون عن مصلحتهم المادية فقط، ويلون ويغير جلده حسب المصلحة والهوى والجهة التي «تقص لسانه بالمال»، ونحمد الله أنه في زمن الرؤية وعرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء (حفظه الله)، ازدادت المملكة قوة وهيبة ومنعة وغير قابلة للخضوع لأي جهة أو مكان، وندعو الله أن يديم عليها الأمن والاستقرار ويزيدها قوة ويحفظ ولاتها من كل شر.