تغريد إبراهيم الطاسان
عوّدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أيده الله، على إطلاق المبادرات الإنسانية والوطنية، سواء كان ذلك في شهر رمضان الفضيل أو في غيره من الأشهر، هذه المبادرات تعود بالخير على الوطن والمواطن والمقيمين والزائر أيضاً، آخر هذه المبادرات وليس أخيرها توجيهاته وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، بتخفيض سداد المخالفات المرورية المتراكمة على مرتكبيها بإعفاء قدره 50 % من قيمة غرامات المخالفات المرورية المسجلة على مرتكبيها قبل تاريخ 9-10-1445هـ الموافق 18-4-2024م، وذلك بالتنسيق مع وزارة المالية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
والحقيقة أن توجيهات القيادة بتخفيض سداد غرامات المخالفات المرورية، والتي أثلجت صدور الكثير من مرتكبي هذه المخالفات ليست بغريبة أو مستغربة من والدنا وملكنا الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي بمثابة لفتة ورعاية أبوية حانية تؤكد حرصه واهتمامه، حفظه الله، بأبناء الوطن والمقيمين فيه، كما أنها لفتة كريمة من قيادة عظيمة تضع مصلحة المواطن والمقيم والزائر وأمنه وأمانه وراحته، شغلها الشاغل الذي لا تكل ولا تمل من العمل على تحقيقه، وهو ما يجعلنا كشعب سعودي فخورين ومعتزين بها، نظراً لعطاءاتها المستمرة، ولتجسيدها أنبل القيم والمعاني الإسلامية والحكمة في ممارسة مهام القيادة الخلاقة، القريبة من مواطنيها والمقيمين فيها، اللصيقة بمشاعرهم وهمومهم، القيادة التي تسعد لفرحهم، وتهنأ لأمنهم وأمانهم، وتخطّط لهم من أجل مستقبل مشرق ومزدهر مفعم بالأمل.
وعلى رغم أن المخالفات المرورية، هي وسيلة لحفظ سلامة السائقين والركاب والمشاة والممتلكات، إلا أنها ليست الهدف في حدِّ ذاته، بل هي مجرد أداة للحد من الحوادث المرورية، وتعزيز السلامة المرورية والتأثير على السلوك القيادي كوسيلة لتحفيز السلوك الإيجابي، وتجنب الآثار السلبية، وزيادة الشعور بالمسؤولية الشخصية، والوعي بالمخاطر المرتبطة بالقيادة غير الآمنة، ولعل هذا الإدراك بأهمية السلامة المرورية هو ما ارتأته القيادة من تلك المبادرة الكريمة، وذلك لحث المجتمع من مواطنين ومقيمين على الالتزام بالسلامة المرورية؛ والحد من ارتكاب المخالفات المرورية وتخفيض نسبتها والقضاء عليها والمحافظة على الأرواح والممتلكات، إضافة إلى نشر الوعي المروري في الطرق ومعالجة السلوكيات الخاطئة مع تعزيز الجوانب الإيجابية بين فئات المجتمع.
ولا شك في أن استثناء بعض المخالفات المرورية، التي إن تم ارتكابها أثناء سريان تنفيذ المبادرة الملكية الكريمة - ومنها مخالفات التفحيط، والقيادة تحت تأثير المسكر، وتجاوز سرعة الطريق المحددة بـ120 كلم فأقل بمقدار 50 كلم، وتجاوز سرعة الطريق المحددة بـ140 كلم بمقدار 30 كلم- يجسّد رؤية القيادة الثاقبة وحكمتها المتميزة وحنكتها وإدراكها العميق بأن هذه المخالفات نسبة الخطر فيها عالية جداً، فهي تشكل تهديداً لسلامة قائد المركبة ومرتادي الطرق، وبالتالي فهي حوادث كارثية في خسائرها البشرية والمادية، وتنم عن سلوك غير واعٍ وتهور وعدم مبالاة بحياة الآخرين، وتكشف عن مخاطرة بحياة المشاة والركاب.
وأمام هذه المبادرة الكريمة وانطلاقاً من المسؤولية المشتركة الواجبة علينا لدعم ومساندة قطاعاتنا الأمنية لتحقيق أعلى مستويات الأمن والأمان والسلامة المرورية على شبكة الطرق بمملكتنا الغالية يبقى علينا كمواطنين ومقيمين وزائرين أن نكون واعين وجديرين بالثقة والمسؤولية وأن نكون داعمين لهذه الجهود العظيمة التي يتمناها غيرنا في المجتمعات الأخرى، فأمننا وأماننا وسلامتنا لن تأتي ما لم نكن مبادرين بالالتزام بدافع حب للوطن، والحفاظ على مكتسباته وإنجازاته، وتقدير كافة الجهود الرامية لتعزيز السلامة المرورية ودعمها لتحقيق بيئة آمنة وخالية من المخالفات المرورية، ضمانا لسلامة المواطن وممتلكاته، وحفاظاً على أمن الوطن ومقوماته البشرية والاقتصادية.
شكراً لقيادتنا العظيمة على تخفيض المخالفات المرورية وعلى كامل اهتمامها ورعايتها بالوطن والمواطن والوقف بجانبه في السراء والضراء، والشكر موصول أيضاً لكافة قطاعاتنا الأمنية المتميزة والرائدة في عملها لتطوير منظومة السلامة المرورية كركيزة أساسية لجودة الحياة والذي لمسناه في التقليل من الحوادث المرورية بما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بتعزيز السلامة المرورية.