عقل العقل
تناديه الجماهير السعودية بكل ميولها بـ(ابويعقوب) عندما كان يبدع في الملاعب كصانع لعب وهداف وفنان في المستطيل الأخضر عندما مثل ناديه وعشقه نادي الهلال وعمره لم يتجاوز 17 سنة ومن ثم ارتقى سلم الشهرة والمجد في خدمة الوطن في بطولات قارية وعالمية ففاز مع زملائه ببطولة آسيا ومثل المملكة في مونديال كأس العالم وهو يستحق أكثر من التكريم كلاعب موهوب وكإنسان خلوق يملك روح النكتة والفكاهة في أحاديثه ومقابلاته الصحفية والتلفزيونية وآخرها مقابلته في برنامج «الليوان» مع عبدالله المديفر، لقد أبحرت وتابعت بشغف هذه المقابلة الطويلة وانتهت وكأنها دقائق سريعة فكما هو مبدع في الملعب أبدع أبو يعقوب في المقابلة بأجوبته الصريحه والدبلوماسية في كثير من الأحيان واتسمت إجاباته بالموضوعية فكما قدر وثمن نجومية اللاعب والنجم ماجد عبدالله وعشقه له قبل وبعد أن لعب معه في المنتخب لم يهضم حق الفنان سامي الجابر بل إنه قدر موهبته مع موهبة ماجد وللأسف إن بعض المتعصبين لا يقدرون ولا يعترفون بنجومية سامي الجابر عندما قاد هجوم الهلال والمنتخب لسنوات في مسابقات مهمة.
هل تلاشت واختفت المواهب في السعودية يجاوب الثنيان إن الكرة السعودية ولادة ولكنها مرت بتغيرات أثرت على اكتشاف المواهب وخاصة أندية وتجمعات الحواري والتي كانت هي البيئة الحاضنة للمواهب في السابق ومنهم الثنيان وغيره من النجوم الذين كانت بدايتهم في تلك الملاعب ومن ثم انتقلوا للأندية عن طريق «الكشافين» الذين يتابعون مسابقات الحواري والمدارس ومن ثم يسجلون المواهب في الاندية الآن انتهت تلك الظاهرة الجميلة مع التغير الحضري والسكاني لمدننا ولكن هذا ليس بعذر في تشجيع الشباب في ممارسة كرة القدم ، لماذا مثلاً لا تؤسس وزارة الرياضة ملاعب كرة قدم وسلة وطائرة وغيرها من الألعاب في الأحياء وترعاها بشكل جيد وتكون مفتوحة للجميع .
استمتعت برحلة الثنيان الكروية والإنسانية في ذلك اللقاء وكأني به مر في حالات من الظلم والإيقاف وعدم المشاركة في كأس العالم في تسعينيات القرن الماضي وهو إلى الآن يحس بالحسرة أنه حرم منها بقرار إيقاف لا يعرف الأسباب وراءه.
أتمنى أن يكرم يوسف الثنيان وغيره من اللاعبين الذين قدموا للوطن الكثير من الانجازات من خلال انديتهم او منتخباتنا الوطنية ، لماذا لا تسمى شوارع بأسمائهم في المدن والأحياء التي يسكنون فيها مثلاً أو تطلق أسمائهم على منشآت رياضية في انديتهم من باب الوفاء والعرفان لهم.