عبده الأسمري
ما بين «حسن» الأثر و»محاسن» المآثر و»إحسان» الصنيع بنى جسور «الحسنى» وأقام «صروح» التقدير» ومن أعماق «المعروف» إلى آفاق «العرفان» حصد غنائم «التفكير» ونال مغانم «التدبير».
رتّب «مواعيد» البناء على خارطة «الرياض» فحوّلها إلى «وعود» من العطاء تشكلت كوقائع» بصرية» وحقائق «محورية» اعتلت «مقام» النهضة وشكلت «قيمة» التنمية.
سبر «أغوار» العقار واجتاز أسوار «الاقتدار» حتى بنى «القرار» في بصمات «العمران» وسط عصامية باكرة شكلت دهرين من «الإثبات» أحدهما للماضي والآخر للمستقبل.
كسب «الذكر» في مقامات الموسرين وسبك «الفكر» في قوائم المؤثرين فكان فاعل «خير» من طراز مختلف ورجل «مرحلة» من جيل فريد.
إنه رجل الأعمال العقاري الشهير الشيخ عبدالمحسن الرصيص رحمه الله أحد أبرز العقاريين والتجار في الوطن.
بوجه زاهي الملامح تسكنه سمات «اليقين» وتعلوه ومضات «التيقن» وتقاسيم مألوفة تتماثل مع والديه وتتكامل مع أخواله ومحيا عامر بالتواضع وغامر باللين وعينين تسطعان بلمحات «التروي» ونظرات «السمت» وأناقة تتوشح الأزياء الوطنية وشخصية مسجوعة بالجد والود مشفوعة بلين الجانب وطيب المعشر ونقاء السريرة وجميل التعامل ونبل التواصل وصفاء النفس وكاريزما يتقاطر منها حسن الخلق ويتسطر وسطها سمو الفعل وصوت جهوري خليط ما بين لغة عصماء في مواطن «العمل» ولهجة بيضاء في مجالس «الأصدقاء «وعبارات مدعمة بأرقام «الصفقات» ومدعومة بأعداد «الموارد» واعتبارات مهنية تستند على «خبرات السوق» وتعتمد على خيرات الإخلاص, قضى الرصيص من عمره عقوداً وهو يبني علامته التجارية ويترك لأبنائه «إرث السمعة» و»أثر المهنة» و»تأثير الحرفة» ويؤصل «بصمات» النماء ويبنى صروح الانتماء ويحقق «الاستثناء» في ميادين الأولويات وينال «الثناء» في مضامين النهايات. وطنياً مخلصاً ومهنياً صادقاً وتاجراً ناجحاً وعقارياً فالحاً واضعاً اسمه في سجلات «الكبار» وصيته في منصات «الاعتبار».
في الرياض سيدة العواصم ولد وازدان منزل والده بأهازيج «الفرح» وأريج «البهجة» ودوت في المنازل المتجاورة في الأماكن والقلوب أصداء المشاركة والمباركة وتجرع الرصيص «اليتم الباكر «بعد وفاة والده وهو بعمر عام ونصف فتوارت عن مخيلته وذاكرته ملامح الأب والتي تراءت له في «مشاهد» إرث قويم من الاستذكار الجميل لشخصية بارزة فتحت له «مسارات» التفوق وأتاحت أمامه «استثمارات» التحدي».
تعلّم الرصيص في «الكتاتيب» و»المدارس» وتلقى مناهج التوجيه من «ينابيع» أسرته الوجيهة والتي تربى في كنفها حاملاً لواء «الإلهام» باكراً والذي مكنه من الركض بأنفاس أصيلة في ميادين العصامية.
ركض الرصيص طفلاً مع أقاربه وزملائه بين شوارع المرقب والوزير والثميري وظل ينصت صغيراً لأصوات مذياع عائلته العتيق وتشرب ما يصدره الأثير من «نفحات» إيمانية و»ومضات» حياتية واستمر يملأ وجدانه بما يذاع ويكتب عن سير الناجحين والمنافحين والمكافحين الذين ملأوا ذاكرته الغضة بأحاديث الدوافع وأحداث المنافع.
امتلك فراسة مبكرة نال من خلالها فروسية مبتكرة انطلق بها من خطوط «البدايات» الصعبة والتي عبر من خلاها «عقبات» الإثبات بوثبات «الثبات» وتمكن في نهايتها من قطف ثمار «البروز» من فضاءات «الانفراد».
ارتهن الرصيص إلى نبوغ مبكر وانجذاب باكر نحو موجبات «الرزق» وعزائم «الكدح» واقتنص من وجوه «السائرين» وراقب في سحن العابرين في أنحاء حارته «العتيقة» معاني «الرضا» ومعالم «البساطة» واستمر يكتب في كشكوله «الخاص» أمنيات الغد وتطلعات المجد مع خطوط خضراء من التفاؤل وزرقاء من الثقة ليوظفها في سنوات لاحقة كدلائل على منجزات التجارة ورسائل في فروقات الجدارة.
انطلق الرصيص راشداً في سوق المتاجرة رافعاً راية «المثابرة» ومحققاً غاية «المصابرة» وعمل في قطاع المواد الغذائية برأس مال الأمانة ومبلغ زهيد اشترى به «بضائع» تموينية كانت من متطلبات «الزمن» ومن مقتضيات» الوقت» ووظف عقليته الفذة في تنمية عمله التجاري لسنوات حتى أصبح من أكبر المستوردين في المنطقة، ولأنه مسكون بالابتكار فقد اتجه إلى سوق العقار ضمن رعيل «الأوائل» اللذين شقوا «طريق» التحديات بواقع «التوكل» ووقع «الإصرار».
بدأ الرصيص في شراء الأراضي وبيع العقارات معتمداً على «نزاهة» عميقة ونباغة متعمقة قادته لجنى الثمار «اليانعة» من الأرباح الصافية التي كان ينمي منها بزكوات «مؤكدة» وصدقات» خفية».
نمت تجارته العقارية واستثمر طاقته وفكره ونظرته الثاقبة وبعد نظره في التنمية العمرانية وكان أول من استثمر في حي البطحاء الشهير مترامي الأطراف والذي كان بيئة خصبة للاستثمار ومركزاً تجارياً واستراتيجياً هاماً كونه ملتقى «ثقافات» مختلفة وقد دأب الرصيص على بناء مبانٍ كانت واجهة تجارية واستثمارية وواصل تجارته المرتبطة بالأولوية في السوق حيث قام بتأسيس مباني شارع الوزير والتي تم اختيارها ووضع صورها على طوابع البريد باعتبارها واجهة جمالية وحضارية للعاصمة.
ولأنه مسكون بالعلا فقد استمر في مشروعاته القائمة على «خطط استباقية» لدراسة المجال العقاري بشكل لافت حيث أنشأ عمائر الرصيص في شارع الضباب وشارع العليا وقام ببناء مشاريع أخرى في مواقع متميزة وبشكل جاذب مع مراعاته لاحتياج المرحلة ودقته في التصاميم وتوزيعه للأعمال وفق فرق عمل متخصصة ووقوفه وراء تلك النجاحات التي ارتبطت باسمه وترابطت مع مسيرته.
برز اسم الشيخ العقاري المهيب الرصيص أثناء حرب الخليج عام 1990 حيث ارتفعت حجم الاستثمارات لديه وبدأ في تنويعها وفق منهجية متكاملة من حيث التخطيط والتنفيذ وتحول اسمه إلى علامة تجارية ومنظومة عقارية وواجهة استثمارية تجلت كالضياء في ثنايا «الأزمنة» والإمضاء في اتجاهات «الأمكنة».
حرص الرصيص على الاهتمام بتربية أبنائه وفق نهج احترافي ومنهج استشرافي اعتمد على التربية الفالحة والتنشئة الصالحة ووضع «التعليم» عنواناً لكل التفاصيل المرتبطة بحياتهم الأمر الذي أسهم في «تخريج» ذرية فضلاء كرماء بارزين ملأت أسماؤهم سجلات التنمية وسطعت سيرهم في اتجاهات المكانة وتوالت عطاءاتهم في آفاق المناصب وساروا على نهجه القويم مهنياً وإنسانياً حيث رفعوا الراية من بعده في ميادين الإنجاز ومضامين الاعتزاز.
اشتهر الرصيص بالبر والتقوى في علاقته بأهله وفي بره بوالدته والوصال مع أقاربه والتواصل مع أصدقائه والحضور في مناسبات زملائه وذويه.. واقترن اسمه بالعديد من الأعمال الخيرية والإنسانية والمناشط الدينية والعلمية.
وساهم بماله ووقته وجهده في المسؤولية الاجتماعية ودعم احتفالات مدينة الرياض والعديد من مناسبات الوطن.
انتقل الشيخ الرصيص إلى رحمة الله يوم 27 ديسمبر 2018 وتناقلت الأوساط التجارية والوسائط الإعلامية خبر رحيله مقترناً بالثناء على الراحل واستعراض سجاياه وعطاياه التي كانت شاهدة على سيرة حافلة بالعمل التنموي والخيري والإنساني والاجتماعي.
الشيخ عبد المحسن الرصيص وجيه العقار ووجه الأحسان صاحب السيرة الفاخرة بالمكارم والمسيرة الزاخرة بالفضائل في متون «الاقتصاد» وفي شؤون «السداد».