محمد العبدالوهاب
حتى وإن اعتبره البعض عنواناً سابقاً لأوانه.. إلا أن الهلال بهذا الموسم تحديداً، قدم لنا تفصيلة من تفاصيل رواية أو قصة عنوانها (مسيرة بطل) بدءًا من الحضور الذهني والفني والبدني بجهازيه التدريبي واللاعبين مروراً بسلسلة انتصاراته بدون خسارة أو تعادل ليدخل التاريخ الرياضي من أوسع صفحاته، الأمر الذي أصبحت فيه الأندية الأخرى وبمختلف مسماها ومن باب - لعل وعسى - الدخول للتاريخ من خلال إيقاف انتصاراته المتتالية والتي تظل لحد اليوم هي الأعلى فوزاً على الصعيد العالمي.
لن أتحدث هنا عن إدارته أو عن مهام الأعضاء المتعددة التي أسهمت في إنجازاته وبطولاته وإنما أتحدث عن البيئة الأسرية التي يعايشها منسوبوه داخل أسواره منذ تأسيسه والتي جعلته (هلالاً) وحيداً يتلألأ بين النجوم ليبقى بظلاله الممتدة عبر منصات التتويج لرؤيته بطلاً وبمختلف الألعاب.
أقول: كانت أمسية رائعة ومشوقة وجميلة، كنا نترقب من خلالها رؤية الزعيم العالمي ليخبرنا عن فوزه الـ(33) وبتأهله لنهائي السوبر، من أمام غريمه التقليدي النصر بعد أن رسما من خلالها قمة كروية معبرة عن مضمون ما حفل به (ديربي) من إثارة وندية ومتعة فنية ونجومية، كانت كلمة التفوق فيها للهلال ولنجومه الكبار، خصوصاً نجمه المتألق سالم الدوسري رجل المباراة الذي تقاسم جمالية المواجهة مع حكم اللقاء، ليضرب موعداً مع الاتحاد الذي اجتاز الوحدة بكل اقتدار في مباراة أحسب أنها انتهت قبل أن تبدأ! بل منذ ان أعلنت (القرعة) عن مواجهتهما وهذا بالتأكيد ليس تقليلاً من تاريخ الوحدة الفريق العظيم، بقدر التفوق الفني والجماهيري والتباين بفارق الإمكانيات النجومية والحضور الأجنبي الفارق بالمستوى والنتائج والتي شهدت عودة نجمه العالمي بنزيمة للتهديف بعد غياب طويل.
ولعل من المصادفات بأن نهائي السوبر المرتقب ستكون فيه المواجهة و- للمرة السادسة - بين الهلال والاتحاد بهذا الموسم (محلياً وعربياً وآسيوياً) والذي أتمنى أن يظهر الفريقان الكبيران الزعيم والعميد نهائياً رائعاً وماتعاً، خصوصاً وأنهما أيضاً (الكلاسيكو) الأقوى على المستوى العربي والصعيد القاري.
رائد التحدي يعود مجدداً
بصرف النظر عن الظروف العصيبة والعقبات الفنية والإدارية المحيطة به منذ انطلاقة الدوري والتي أسهمت في تعثره فنياً ونتائجياً أدت إلى تدني مركزه في سلم الدوري إلى أن يكون فيه متذيل الترتيب، ليعود فيه مجدداً للواجهة يسابق الظروف ويتجازها بعد أن كان في وضع - الجريح - ليضمده عشاقه ومحبوه من جماهير وفية وين - ما حل وحط - بمؤازرته وتشجيعه ودعمه ليحتل مركزاً إلى حد ما قد يسعفه بالبقاء بدوري الأضواء كما عهدنا.. ولعل انتصاراته المتواصلة في الجولات المتتالية الماضية وإطاحته بالكثير من الفرق الكبيرة وغيرها من الفرق متوسطة الترتيب، تؤكد لنا أن الكبير لا بد أن يعود يوماً، وها هو فارس القصيم يواصل التفوق والإبداع ويواصل المشوار بما تبقى له من مواجهات متطلعاً - كرائد للتحدي - وأحد الفرق الكبار.
آخر المطاف
من المصادفات المبهجة لي أن نشر مقالي يتزامن مع أول أيام عيد الفطر المبارك، لأهنئ فيه قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- والشعب السعودي النبيل، والعالم الإسلامي وشعوبه بالعيد السعيد، داعياً الله العلي العظيم بقبول صيامكم وقيامكم ودعائكم. وكل عام وأنتم بخير.