محمد الخيبري
لا أعلم حقيقة من الذي اختار توقيت إقامة مباريات كأس «الدرعية للسوبر السعودي» الذي كان بتاريخ التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك وفي إحدى الليالي التي تسبق «عيد الفطر المبارك» الذي ينتظره المسلمون كل عام وبكل شغف.
ولا أعلم ماهو المبرر المنطقي وراء ذلك الاختيار على الرغم من إمكانية تأجيل إقامته في وقت آخر يناسب جميع بعثات الفرق المشاركة والجماهير التي ترغب حضور لقاءات البطولة واستخدام البدائل المناسبة والمنطقية لذلك.
وفي الحقيقة إن هذا التوقيت لم يكن مناسباً لأغلب شرائح الجماهير الرياضية ولم يكن الحضور الجماهيري السعودي بتلك النموذجية وبالشكل المطلوب.
وعلى الرغم من عدم مناسبة هذا التوقيت لحجم البطولة المهمة إلا أن المباراتين أقيمتا بموعديهما خارج الوطن في الشقيقة « الإمارات العربية المتحدة « وكانت قمماً أوفت بوعودها.
تجاوز فيهما بطل دوري المحترفين السعودي فريق نادي الاتحاد منافسه فريق الوحدة بفوز لم يكن بالسهولة المتوقعة حيث تقاسم الفريقان مجريات اللقاء الذي انتهى بفارق هدف للعميد في ظل ضياع ضربة جزاء للوحدة أهدرها نجم الفريق « المحترف فيصل فجر».
في الجانب الآخر تجاوز بطل كأس خادم الحرمين الشريفين فريق نادي الهلال منافسه الجغرافي فريق النصر بنفس نتيجة لقاء الاتحاد والوحدة بهدفين لهدف في اللقاء الذي حوى أحداثاً دراماتيكية كان أهمها استبعاد النجم الأسطوري الكبير « كريستيانو رونالدو» بالبطاقة الحمراء بعد ارتكابه خطأ بضرب نجم الهلال الدولي «علي البليهي».
هذا اللقاء الذي أكد ابتعاد النصر فعلياً عن المنافسة التقليدية للهلال بعد اتساع البون بين الناديين الكبيرين بجميع المعايير والمقاييس وعلى اتفاق أغلب النقاد والمحللين..
وبات الهلال مغرداً وحيداً وبعيداً جداً عن أقرب منافسيه بعد تحقيقه الانتصار الثالث والثلاثين توالياً وتتالياً ضارباً وبكل قوة بالأرقام القياسية في عالم كرة القدم بجميع أصقاع الكرة الأرضية..
وباتت مقولة «أسطورة» كرة القدم السعودية والآسيوية «سامي الجابر» أقرب للحقيقة وأن بين الهلال وأقرب منافسيه بالسعودية مسافة «سنة ضوئية».
وعلى الرغم من أن تصريح «الجابر» لم يلقَ قبولاً من الجانب الأصفر إلا أنني أراه من وجهة نظري المتواضعة أقرب للمنطق وللواقع وتم اختيار جملة «سنة ضوئية» بكل عناية وتمعن..
لم يكن انتصار الهلال في نصف نهائي بطولة «كأس الدرعية للسوبر السعودي» على النصر عادياً بل إن له عدة مكاسب لوجستية للفريق ولنجومه ولسمعة الهلال العملاق الآسيوي الذي بات يأخذ الطابع الفني الأوروبي.
ومع اقتراب منافسات «كأس العالم للأندية» والتي سيشارك فيها بطل كأس دوري أبطال آسيا الهلال السعودي وسط هذه المستويات المشرفة التي يقدمها هلالنا السعودي أصبحت أهمية هذا العملاق الآسيوي المخيف لدى الأندية المشاركة في نفس البطولة تكبر مع مرور الأيام واستمرار الهلال في تقديم مستوياته الفنية الرائعة.
والهلال مؤهل أيضاً أن يخوض منافسات بطولة «القارات للأندية» في حال تحقيقه للقب الآسيوي الذي سيلعب نصف نهائي «كأس دوري أبطال آسيا» أمام العين الإماراتي والهلال المرشح الأول لهذه البطولة.
المكانة العالمية التي حصل عليها الهلال مؤخراً واستحواذه على بعض «موسوعة غينيس للأرقام القياسية» جعلت المسؤولية أكبر على الهلال ونجومه للمضي قدماً لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية.
وأصبح التنافس مع الهلال تنافساً «نخبوياً « وذا اهتمام جماهيري إعلامي واسع بل لن أبالغ إن قلت إن محاولة قطع سلسلة الانتصارات المتواصلة سيكون إنجازاً لمن استطاع إيقاف انتصارات زعيم آسيا وكبيرها.
قشعريرة
قاد مباراة الهلال والنصر في نصف نهائي «كأس الدرعية للسوبر السعودي» الحكم الدولي السعودي «محمد الهويش» الذي واجه انقساماً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً أغلبه عدم قبول فكرة قيادته للمباراة.
الدولي السعودي الذي منح أول بطاقة صفراء للنجم الجماهيري الأسطوري الكبير «كريستيانو رونالدو» في الدوري السعودي هو نفسه الذي منح البطاقة الحمراء لنفس اللاعب نظراً لارتكابه ضرب لاعب الهلال.
أعتقد أن الحكم «الهويش» في قيادته لهذه المباراة المهمة استشعر عدة أمور أهمها ابتعاد الحكم السعودي عن الترشح لقيادة منافسات كأس العالم لثلاث نسخ متتالية إضافة إلى توجه أغلب الفرق المشاركة وأهمها للاستعانة بالحكم الأجنبي في ظل تراجع مستوى الحكم السعودي وكثرة أخطائه.
وقد يكون «الكارت الأحمر» المستحق والذي منح لنجم النصر الكبير نقطة التحول للحكم السعودي في بناء الثقة من الأندية والإعلام والجماهير وحتى على مستوى الخليج والقارة الآسيوية.