خالد بن حمد المالك
بدأت إيران تنفيذ ما كانت قد وعدت به بالانتقام من إسرائيل رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل عدد من الإيرانيين فيها، فقد أطلقت عدداً من الطائرات المسيرة والصواريخ من إيران مباشرة نحو إسرائيل، ما يعني جر أمريكا وإسرائيل إلى تصعيد خطير في المنطقة.
* *
وبدأت هذه الحرب في ظل محاولات فاشلة لثني إيران من أن تقوم بهذا الهجوم، ومن تحذيرها من أمريكا بأنها إن فعلت فسوف تكون الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً في الحرب لحماية إسرائيل والدفاع عنها، ضمن ما اعتادت عليه إسرائيل في كل حروبها مع العرب.
* *
ويشكل الهجوم مخاوف من أن يمتد إلى مواقع خارج إسرائيل، وخاصة في تلك الدول التي تعبرها الطائرات المسيرة والصواريخ وهي باتجاهها إلى إسرائيل كالأردن وسوريا والعراق ولبنان.
* *
الأجواء مساء أمس كانت ملتهبة، خاصة بعد أن تبين لاحقاً أن هناك صواريخ أطلقت من العراق واليمن، وربما تدخل سوريا ولبنان طرفاً في هذه الحرب باستخدام أراضيهما بإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ منها، وهو ما يجعل التصعيد الذي كان يخشى منذ زمن وقد حدث.
* *
ولابد من التذكير بأن الهجوم الإيراني لا يأتي دعماً لغزة في تصديها لعدوان إسرائيل، وإنما هو رد على استهداف القنصلية الإيرانية، حتى لا يخطئ بعضهم ويتصور أنه بسبب أحداث غزة، وفي كل الأحوال، فإن تطويق هذه الحرب، يمكن أن يتم إذا مارست كل من أمريكا وإسرائيل وإيران ضبط النفس، ومعالجة أسباب هذا الاستهداف الإيراني بالحكمة والعقل.
* *
ويحسب للمملكة موقفها الحكيم في تأكيدها رفض التصعيد في المنطقة، والدعوة إلى الهدوء، وتجنب الخيارات العسكرية، وإرساء الأمن والاستقرار، فخيار التهدئة هو الخيار الذي يجنب المنطقة الفوضى وعدم الاستقرار، وينزع فتيل المعارك العسكرية المضرة بكل الأطراف.