يزيد الدبيخي
عندما نتأمل التغيرات المتسارعة،والعيش في زمن السرعة والركض خلف متطلبات الحياة المليئة بالمفاجآت والتطورات كان لازماً على المؤمن بربه والطائع لأمره أن يتحلى بحسن الاختيار، والتمسك بمبادئ الأخيار، وغرس القيم التي أوصى بها سيد الأنام محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فمن التوصيات التي شددت عليها الشريعة نشر السلام وحسن الكلام، ولنا في سيد الخلق أفضل مثال فقد كان عليه الصلاة والسلام ذو خلق عظيم، اتصف بجميع مكارم الأخلاق يقول الله تعالى في محكم تنزيله {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان رسول الله- عليه الصلاة والسلام- خلقه القرآن وهذه دلالة عن أن التمسك بالأخلاق الحسنة وضبط النفس واختيار الكلام بعناية هو توجيه شرعي، يجب الأخذ فيه والعمل به، وحسن الخلق هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلزم المسلم من كلام حسن ومدارات للغضب، وهنا أتذكر أبيات أحمد شوقي التي سطرها التاريخ في وصف ومدح خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا من له الأخلاقُ ما تهوى العُلا
منها وما يتعشّقُ الكُبراءُ
زانتْك في الخُلُقِ العظيمِ شمائلٌ
يُغرى بهنّ ويُولعُ الكرماءُ
فإذا سخوتَ بلغتَ بالجودِ المدى
وفعلتَ ما لا تفعلُ الأنواءُ
وإذا رحمتَ فأنت أمٌّ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرُّحَماءُ
فأدعوك أخي وأختي إلى التمسك بالتوجيه الرباني والاقتداء بالمنهج النبوي فإن مكارم الأخلاق هي صفة من صفات الأنبياء والمرسلين بها تنال الدرجات وترفع بها المقامات قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ومواطن ضبط النفس في عصرنا هذا عصر السرعة والتقدم هي مواقع التواصل الاجتماعي التي يجتمع بها جميع الطبقات من مختلف الجنسيات والمجتمعات فكن رايقاً بفكرك عظيماً بخلقك مقتدياً بنبيك متمسكاً بقيمك وحريصاً على مبادئك، وضع أمام عينك دوماً حديث المصطفى- صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه (قَالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُق) اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.