إيمان حمود الشمري
متحف الأميرة حصة بنت أحمد السديري، زوجة الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمهما الله - جميعاً حكاية قصر تحول إلى متحف، يروي قصصاً للزوار عن تاريخنا وثقافتنا، ويحمل بين جدرانه حكايات تتجسد في الأروقة والحجرات، يتذكرها الماضي العريق ويقدمها للحاضر كحقيبة معلومات ثمينة.. زرته في رمضان وتجولت فيه لأرى كيف كانت تعيش زوجة جلالة الملك المؤسس وأم الملوك، ماذا كانت ترتدي؟ أين كانت تجتمع بأبنائها على سفرة الطعام؟ تلك السفرة التي جمعت أكثر من ملك وولي عهد من أبنائها السبعة، إذ شهد هذا البيت مراحل مبكرة من حياتهم، وعاصروا فيه جوانب تاريخية مهمة.
كنت أتجول وأستمع للمرشدين وألتقط الصور وأتوقف عند اللوحات الإرشادية لمعرفة المزيد من المعلومات، شاهدت الشرفة التي كانت تجلس فيها الأميرة حصة وتمكث لساعات تقرأ القرآن، تفاصيل كثيرة تسافرون بها عبر الزمن لحقبة زمنية لم نعاصرها.
على امتداد وادي حنيفة يقع بيت المصانع، ذلك البيت الذي سكنته الأميرة حصة عام 1960 ميلادي، وحولته مؤسسة الأميرة حصة الخيرية لمتحف مفتوح للزوار، يحوي قطع أثاث نادرة، وبعض الحلي والساعات والمجوهرات الثمينة والمخطوطات والوثائق، ويسرد التاريخ بصور ومشاهد، وقطع فنية نادرة، فرصة رائعة لاستعادة الذاكرة وتعزيز الوعي من خلال الحفاظ على التاريخ، حيث تلعب هذه المتاحف دورًا مهما في إثراء المعرفة وتعزيز الهوية الوطنية، ويعتبر معرض بيت المصانع أول متحف لشخصية نسائية سعودية.
كنت أحرص خلال سفري على زيارة الأماكن التاريخية التي تحولت لمتاحف وفنادق وأستمتع وأنا أتجول بين جدرانها التي تحكي قصصاً.. والآن أرى وبكل فخر هذا الأمر يتحقق في بلدي.. بتحويل القصور إلى مزارات وأماكن سياحية، خطوة مهمة نحو الحفاظ على التراث وتعزيز الوعي الثقافي بين الأجيال المختلفة.
عندما يتحول القصر إلى متحف، يصبح ملتقى للجمال والتاريخ ومتنفسًا ثقافيًا ينبض بالحياة.