علي الخزيم
- مِمَّا يُعكّر مفهوم الوطنية النقي ما يمارسه بعض من يزعمون أنهم محلّلون ونقاد كرويون دون وعي بأهمية المنحى الوطني بثنايا الطرح لرصد حقائق الإنجازات الوطنية بالمجالات الرياضية والشبابية استناداً على رؤيتهم الشخصية بأنهم مِمَّن يحق لهم - بالصفة الإعلامية - التحدث عبر وسائل الإعلام المتعددة؛ ويزيد المشكلة تعقيداً إن لم يكن الناقد يحمل بطاقة الترخيص الإعلامي.
- مثال على ذلك ظهور أحد هؤلاء على شاشة فضائية عربية وبدلاً من إبراز منجزات بلادنا الحبيبة بواقعية واتزان؛ أخذ يَهرِف بكلام بعيد عن الواقع ينتقّص خلاله إنجازات أحد الأندية الرياضية السعودية التي تواصل تحقيق النتائج الطيِّبة المبهرة، كما نال من قيمة لاعب كرة قدم سعودي مرموق تشهد له الجهات المحلية والدولية بالمهارة والنجومية، ومحبو طريقته من الجماهير الرياضية يصدحون باسمه، غير أن هذا المتحدث وحده يرفض الاعتراف بكل هذا!
- بعض المتحدثين غير المؤهلين رياضياً ـ ويطلق عليهم صفة ناقد رياضي تجاوزاً - إذا شارك إعلامياً أكثر من مرة وصفَّق له غوغائيون أو قليلو التفكير بالعواقب من المندفعين خلف تشجيع شاطح أعمى؛ يشعر بنوع من الثقة الخادعة التي تجذب إليه أنظار أولئك الصبية من مشجعي فرق ينافح عنها لمتابعته عبر حساباته الإلكترونية؛ فيزداد غياً ويجاهد لتكرار الظهور، وهو لا يعلم أن تصرفه هذا قد يُنهيه مبكراً، لأن صغار المشجعين يكبرون وتتسع مداركهم.
- وحين يظهر مثل هذا المتحدث عبر محطة فضائية غير سعودية ويقلل من بعض أندية ولاعبي بلاده فهو ربما لا يتعمد الإسقاط بالكلام والتلميح ضد وطنه، لكنه بحماس غير منضبط يتبعثر توازنه وتفلت منه الكلمات متتابعة بما لا يجب قوله، بل يجب الحذر من التلفظ به حتى بين الأصدقاء بالجلسات الخاصة فكل ما يمس سمعة ومنجزات الوطن والمواطنين يجب التطرق له بالحكمة والاتزان، فكثير من الجمل والكلمات كسرها لا يجبر.
- وممَّا يبرهن على قلة بضاعة المتحدث أنه حينما لم يجد مأخذاً فنياً مَهارياً على اللاعب المقصود بالحديث من النادي المنافس؛ جَنَح بالكلام يَمْنَة ويَسرة فلم يجد غير الصّفات الخَلقية بجسم هذا اللاعب البارز اللامع ليجعلها مُرتكزاً للحديث خشية الإحاطة به من قبل مُقدم البرنامج والمشاركين بالحوار فلا يستطيع الفكاك إن هو استمر بالتقليل من القيمة الفنية لذاك اللاعب مدار الحديث، فكان من المُعيِب أن يُصر على أن اللاعب يُجرِي جراحات تجميلية أكسبته الثقة فبرز كلاعب نجم لامع! فهنا تظهر ضحالة فكر المتحدث.
- مما يقال إن الفضائية التي تبث مثل تلك البرامج الرياضية حين وجدت نفسها بمؤخرة الفضائيات العربية بالطرح الرياضي؛ أخذت بتجربة الإثارة والنبش بالمشكلات والخلافات بين الأندية واللاعبين؛ فلم تلبث أن حصلت على أرقام مشاهدات لا بأس بها؛ ما دعاها لاستقطاب متحدثين من فئة (أقل وعياً وفكراً وأطول لساناً)؛ فهم خير من يجذب لبرنامجها الرياضي المزيد من الغوغائيين والمندفعين بتشجيع أعمى، وهي وإن خالفت اللباقة الإعلامية فكان لزاماً على المتحدثين خلالها من شباب الوطن الوعي بالمقاصد الملتوية، وأبواب الرزق واسعة.