عثمان أبوبكر مالي
سجلت إحصائية الحضور الجماهيري في دوري روشن السعودي هذا الموسم تراجعاً ملحوظاً وانخفاضاً كبيراً في (الحضور العددي) للمباريات في المدرجات عموماً، ومباريات الفرق الأربعة الكبيرة على وجه الخصوص، وهذا ما يوضحه المقارنة بين الحضور في المواسم الثلاثة الأخيرة (2022- 2024) خاصة الموسم الماضي 2023م، الذي لا تدخل في حساباته جماهير النادي الأهلي (نظراً لوجوده ذلك الموسم في دوري يلو) والموسم الحالي 2024م رغم وجود جمهور الأهلي بكثافة تملأ المدرجات في كل المباريات.
وفقاً لإحصائية رقمية أوردها الزميل وليد الفراج بالتفصيل في برنامجه (آكشن يا دوري) انخفض معدل الحضور (حتى الآن) عن الموسم الماضي الى أكثر من 50 %، رغم زيادة عدد الفرق الى ثمانية عشر فريقاً بدلاً من ستة عشر، وبالتالي زيادة عدد المباريات ورغم (الكم الهائل) من النجوم (العالميين) الذين تمت إضافتهم للفرق الأربعة، وبقية الفرق الأخرى أيضاً المشاركة في الدوري مثل الاتفاق والشباب والتعاون وغيرهم، وكان المفترض، بل والمنتظر أن يكون العكس تماماً؛ يزيد عدد الحضور الجماهيري بما مقداره الضعف أو النصف (50 %)على الأقل، لا أن يحدث العكس فينخفض بمقدار النصف!
السؤال الذي يطرحه المتابع، لماذا يحصل هذا، ولماذا لم تهتم به رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم، بل لماذا لم تلتفت له - كما يبدو- حتى الآن وزارة الرياضة، والأمر يتعلق بها بدرجة كبيرة، خاصة وأن هذا الانخفاض في حال استمراره فإنه يشكل (تهديداً خطيراً) لمشروعنا الرياضي الفخم، الذي أولته (الحكومة الرشيدة) اهتمامها الكبير وصرفت وتصرف عليه (ببذخ) كبير واضح وملموس على جميع الأصعدة، والهدف الأكبر والرئيس فيه هو (الرياضي السعودي) وهم الذين يشكل مجموعهم مدرجات الأندية الرياضية وحضور المباريات، والحضور الجماهيري أحد أكبر وأهم (معايير) تصنيف الدوري العام - أي دوري- عالمياً، ولذلك لا يجب تجاهل ما يحدث وضرورة الالتفات للأسباب (الرئيسة) التي تقف وراء ما حدث وهي واضحة تماماً من وجهة نظري وبالأرقام.
في موسم 2022م كان معدل الحضور في المدرجات (7556) متفرجاً وفي موسم 2023م بلغ المعدل (9316) متفرجاً (موسم كرستيانو رنالدو وبطولة الدوري للاتحاد) رغم غياب مدرج الأهلي الفخم، فيما بلغ المعدل هذا الموسم (8400) متفرج، رغم ارتفاع الحضور في مدرج الهلال من (143.110) متفرج الموسم الماضي، الى (333.489) متفرجاً بزيادة تصل إلى (190.379) ورغم عودة الأهلي ووصول مجموع حضور جماهيره الى (322.250) متفرجاً ورغم الكم الهائل من النجوم الذين تمت إضافتهم إلى الفرق الأربعة وكثير من فرق الدوري!
إذاً وبالتدقيق في الأرقام والإحصاءات نجد أن الأمر يعود إلى (غياب) جماهير نادي الاتحاد عن المدرجات وابتعادهم عن الحضور في الكثير من المباريات، خاصة التي تُقام في معقل الفريق في جدة، فما بالك في خارج مدينته؟!
غياب الجمهور الاتحادي بالإجماع ليس فنياً ولا علاقة له بعدم المنافسة أو حتى توالي الهزائم، وإنما لأسباب خارج (المستطيل الأخضر) تتعلق بأمور كثيرة، أهمها (برنامج الاستقطاب) والشعور بالقرارات المجحفة والتعطيل التحكيمي (في بعض المباريات) وتغيير الملاعب في عدد من المباريات، باختصار الشعور بأن فريقه (لم ينصف)!
كلام مشفر
- حتى لا ينبري أحد ويعترض على مبرر (عدم الانصاف) كسبب في انحسار الجماهير الاتحادية في المدرجات وجعله أمراً فنياً، أذكّر بما حصل في موسمي (2018 و2019م) عندما كان الفريق ينافس على عدم الهبوط إلى (دوري يلو) ونجحت جماهيره في (دعمه وتقويته) وكان حضورها في المدرجات الأكبر في كلا الموسمين.
- وفقاً لإحصاءات المواسم الثلاثة (المذكورة) بلغ حضور جماهير الاتحاد الموسم الماضي (606.796) متفرجاً، انخفض هذا الموسم إلى (255.821) أي أن الحضور الاتحادي انخفض بمقدار (349.975) هذا الموسم (النصف (50 %) حتى الآن).
- هذه تقريباً نفس نسبة الانخفاض الحاصل في المجموع العام للحضور الجماهيري في الدوري، ومن هنا يتضح بشكل أكبر أن غياب جماهير الاتحاد المبرر(نسبياً) هو السبب الأول والرئيس في الانخفاض الحاصل في الحضور الجماهيري لدوري روشن!
- حتى لا تنجح أكثر دعوة (المدرج الذهبي) للغياب والابتعاد، ويتمدد ذلك إلى الموسم القادم وربما مواسم قادمة، من الضروري تدارك الوضع، وأن تعمل الجهات المعنية وتضع في اعتبارها وقف الانحسار الحاصل في المدرج حتى الآن، هذا الانحسار المؤكد أن أرقامه ستتضاعف حتى قبل انتهاء الموسم، ما لم توقفه قرارات منتظرة(!!).