محمد الخيبري
لا أخفيكم سراً بأنني كنت من أشد المطالبين برحيل النجم القاري الكبير والأسطوري سالم الدوسري من الخارطة الفنية الهلالية، وتحديداً بعد خروج الهلال من البطولة الآسيوية متذيل المجموعة وبنقطة وحيدة قبل نحو عقد من الزمن.
واستمرت الحرب الباردة «جداً» ضد تواجد «سالم الدوسري» لاعباً هلالياً لعدة مواسم حتى أتى «الفرج الفني» الذي جعل من سالم يلتقط أنفاسه الفنية بعد مطالبات جماهيرية وإعلامية واسعة بين منتقد ومطالب برحيله وظهور مقولة «حس يا سالم» التي خرجت من قلب مشجع ووصلت لقلب وعقل سالم.
وفي تجربة احترافية كانت فكرة بمخيلة معالي المستشار «تركي آل الشيخ» رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه عندما كان رئيساً عاماً لهيئة الرياضة والذي سعى من خلال فكرته تطوير بعض نجوم كرة القدم السعودية الذين كان «سالم الدوسري» أحدهم.
رحل «سالم الدوسري» عن الهلال معاراً لنادي «فيا ريال» الإسباني ولمدة ستة أشهر بعد اتفاق بين الهيئة العامة للرياضة وبعض الأندية الإسبانية على تبادل الخبرات الفنية بما يخص كرة القدم على فئة اللاعبين بقيادة ومتابعة من معالي المستشار «تركي آل الشيخ».
«سالم الدوسري» قد يكون النجم الوحيد من بين النجوم الذي استفاد من تلك التجربة الفنية والتي انعكست إيجابياً على مستواه الفني في عودته لحضن ناديه الذي شق طريقه منه كلاعب كرة قدم.
تغيرت الكثير من القناعات حول «سالم» خصوصاً أنه استطاع أن يحل أهم مشاكله الفنية وهي إنهاء الهجمات وتجييرها كأهداف حتى أصبح أهم الأوراق التهديفية في صفوف الهلال وتغير فكره الاحترافي وطريقة تعاطيه الإعلامي مع الأحداث الرياضية إضافة إلى نضجه الكروي التام وبراعته في تعامله مع كرة القدم وحضوره القوي في المحافل القارية والعالمية.
وأصبح من أهم الركائز في التشكيلة الهلالية والمنتخب السعودي حيث تدرج فنياً وبشكل متطور حتى وصل إلى أن يقود فريق الهلال الأول والمنتخب الوطني في المحافل القارية والعالمية بل وسجل اسمه ضمن النجوم ذوي التهديف في كأس العالم.
«سالم الدوسري» الذي كانت له مناكفات مع الجماهير وتصريحات رنانة مستفزة للجماهير أصبح النجم الدولي الأول في السعودية وأيقونة الفن الكروي والتهديفي حتى تربع على عرش القارة الصفراء كأفضل لاعب فيها دون منازع.
ومازال النجم الجماهيري الكبير يواصل تميزه بالمستطيل الأخضر ويقود فريقه الهلالي العظيم صاحب أطول سلسلة انتصارات متتالية بواقع 34 مباراة متتالية والرقم قابل للزياذة وهو صاحب البصمة الأقوى من بين زملائه في كل مباراة يخوضها الفريق.
وعلى الرغم من تزاحم مباريات المنافسات في جدولة مباريات الهلال إلا أن سالم ورفاقه مستمرون في المنافسة بكل قوة وأصبح الهلال المرشح الأول لنيل ألقاب الموسم التي بدأها بلقب كأس «الدرعية للسوبر السعودي» الذي حققه من أمام المنافس التقليدي الكبير فريق نادي الاتحاد بعد إقصاء الغريم الجغرافي فريق نادي النصر في نصف نهائي البطولة.
قشعريرة
بعد الخطابات التي أرسلتها إدارة الهلال لإدارة المسابقات برابطة الدوري السعودي للمحترفين باتحاد القدم بطلب تأجيل مباراة الفريق الأول مع نظيره فريق الأهلي الدورية والتي تقع بين مباراتي الذهاب والإياب لنصف نهائي دوري أبطال آسيا جاء رفض لجنة المسابقات للطلب الهلالي دون مبررات مقنعة وبشكل غريب.
وعلى الرغم من أن مباراة الأهلي والهلال في مدينة جدة أقحمت ضمن جدولة الدوري كبديلة عن مباراة الخليج والهلال بالمنطقة الشرقية إلا أن «عدالة السماء» أتت لإنصاف الفريق الهلالي الذي زادت الأحمال على لاعبيه وكثرت الإصابات في صفوفه دونما توقف وتم تأجيل مباراته مع العين الإماراتي نظراً لسوء الأحوال الجوية والحالة المطرية الغزيرة في الإمارات العربية المتحدة مما يحتم ويجبر اتحاد القدم السعودي على تأجيل مباراة الهلال الدورية أمام فريق أهلي جدة.
وسيجد الهلال بهذا التأجيل فرصة كبيرة في التقاط الأنفاس وزيادة مدد الاستشفاء للاعبين واستعادة بعض اللاعبين للياقتهم وقوتهم البدنية وسيحقق الجهاز الفني والطبي متطلباته فنياً وطبياً في هذا التأجيل.
وللمعلومية جميع الفرق المتنافسة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا «العين الإماراتي وأولسان الكوري ويوكوهاما الياباني» تم تأجيل مبارياتها بحيث إنها لاتخوض أي لقاء بين مباراتي الذهاب والإياب عدا الهلال الذي سيخوض مباراة « كلاسيكو» قوية أمام فريق الأهلي في مدينة جدة بعد مباراة الذهاب في الإمارات.