حبيب شاب سعودي من مدينة الأحساء لديه مزرعة صغيرة تحتوي على عدد من الحيوانات المتنوعة ما بين أغنام وطيور قام هذا الشاب بعمل مشروع صغير جميل في فكرته سام في قيمه وأهدافه يتمثّل هذا المشروع في جمع بقايا الطعام من صناديق القمامة للاستفادة منها في تعليف الحيوانات أظهر هذا الشاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي كميات الإسراف والهدر الغذائي وجاء أسلوبه في عرض المحتوى ما بين التوجيه والنصح والإرشاد والفكاهة ولك أن تتخيل الكميات الكبيرة التي يتم إلقاؤها في النفايات من أرز وتمور وخضار وفواكه ولحوم وأغذية متنوعة بعضها جديدة لم تستهلك ولم تفتح كذلك عند مشاهدة مقاطع الولائم التي تقام في المناسبات والأفراح تنصدم بكمية الهدر الغذائي ففي بعض الحفلات يتم ذبح أكثر من مائة خروف وعدد من الجمال التي تذهب في نهاية الحفل إلى حاويات النفاية.
ظاهرة الإسراف ظاهرة عالمية يعاني منها المجتمع الدولي، ففي الرابع عشر من ديسمبر 2022، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا في دورتها السابعة والسبعين لإعلان يوم 30 مارس يومًا دوليًا للقضاء على الهدر، وقبل ذلك جاءت الشريعة الإسلامية بمحاربة الهدر الغذائي قال سبحانه وتعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (الأعراف:31)، وقد قامت الدولة -حفظها الله - بالعديد من المبادرات للمحافظة على مواردها الطبيعة وحسن استغلالها ومنها مبادرة البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر الغذائي الذي اسند تنفيذه إلى الهيئة العامة للأمن الغذائي وكذلك أنشئت العديد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بحفظ النعمة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
ومن هذا المنطلق وبحكم تخصصي في القانون العام قمت بالرجوع إلى الأنظمة الداخلية التي من الممكن أن تعالج هذه الظاهرة وتحد من الهدر المالي والاقتصادي والإسراف في النعمة وللأسف لم أجد أي نظام يعالج هذه الظاهرة بشكل صريح ويضع عقوبات وغرامات رادعة لمن يسرف في النعمة أسوة بما تفرضه شركة المياه لمن يسرف في استهلاك المياه إننا في المرحلة الحالية مرحلة الإصلاح القانوني التي يقودها سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- ينبغي على الجهات المعنية دراسة هذه الظاهرة وسن الأنظمة وفرض العقوبات التي تحد من ظاهرة الهدر الغذائي سواء في قاعات الأفراح أو المطاعم أو المنازل وحث مؤسسات القطاع الخاص في دراسة إعادة تدوير فائض الأطعمة في التعليف الحيواني.