سلطان بن محمد المالك
تستمر المملكة العربية السعودية في إبهار العالم في فعالياتها العالمية التي تنظمها باحترافية تامة وتفوق يضعها في مصاف أفضل الدول تنظيماً للفعاليات والأحداث العالمية، ولعل (دافوس الرياض) خير مثال لهذا التفوق والإبهار الذي أقصده. فالعالم أجمع تابع هذا الأسبوع وعلى مدار يومين الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في العاصمة الرياض. وتأتي رعاية وحضور سمو ولى العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للاجتماع تأكيداً لاهتمامه الخاص بإنجاح مثل هذه الأحداث العالمية التي تضع المملكة في مصاف أعلى الدول في العالم في احتضان المحافل العالمية.
ولأول مرة في العالم ينتقل المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس من مقره الرئيس في سويسرا إلى الرياض وهو أحد ثمار اتفاقية التعاون بين المملكة العربية السعودية والمنتدى الاقتصادي العالمي وتأكيداً على الدور الريادي والقيادي في دعم التعاون الدولي والجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية في مختلف المجالات. وتناول الحدث ثلاثة محاور: النمو، الطاقة، التعاون الدولي من أجل التنمية. ووفر منصة للقادة والمسؤولين من مختلف دول العالم لتقييم التحديات الحالية السياسية والاقتصادية.
إن قصة نجاح دافوس الرياض لا يمكن قراءته بمعزل عن قصة المملكة بعزم قيادتها وعِظَمِ تطلعاتها في تتويج أي عمل تقوم به بنجاحات نوعية، إذ باتت المملكة اليوم وجهة واعدة لكل من يريد أن يكون جزءاً من قصة نجاح ملهمة. وبلغة الأرقام، حضر المنتدى 1000 شخصية قيادية يمثلون 92 دولة من دول العالم، وشارك فيه 14 رئيس دولة، و80 وزيراً و500 رئيس مجلس إدارة لكبريات الشركات العالمية، كما تصدر الاجتماع وسائل الإعلام المختلفة المحلية والعالمية من خلال تغطيات مباشرة كانت تنقل الحدث أولاً بأول.
المكاسب المحققة من عقد دافوس في الرياض عديدة ولعل أبرزها تعزيز فرص عمل شراكات جديدة مع عددٍ من الدول الكبرى، والمساعدة في جذب العديد من الاستثمارات بمختلف القطاعات الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة، لا سيما مع تبنّي السعودية العديد من السياسات الاقتصادية المُحفّزة لبيئة العمل والإنتاج، والاستثمار وتشجيع رؤوس الأموال في مجالات عديدة ومنها على سبيل المثال السياحة والترفيه والتقنية والابتكار.
كل الشكر والتقدير لوزارة الاقتصاد والتخطيط وجميع من عمل معها على حسن التنظيم والترتيب لهذا الحدث المهم.