أمل بنت محمد المجاهد
الاهتمام اللافت اليوم بالبيئة ومكوناتها يزداد يوماً بعد يوم حتى أصبح ثقافة ورؤية يتبناها كل مواطن. تزخر المملكة العربية السعودية بفضل الله بتنوع بيولوجي كبير وإرث تاريخي عريق وفرص كبرى للسياحة البيئية. تضم المملكة بحمد الله 36 محمية ممتدة من ثروات طبيعة ساحرة وإرث وتراث ثمين داعم للسياحة البيئية، ورؤية أخّاذة بتشكيلة بيئية رائعة من الألوان والأشكال. فالمناطق المحمية اليوم أصبحت من المكونات المحورية في السعي لتحقيق الاستدامة البيئية.
المملكة العربية السعودية رائدة في مجال البيئة وملتزمة بحماية البيئة والحياة الفطرية، ترجمت ذلك في السعي للوصول إلى 30 % من مساحة المملكة بري و30 % بحري من المحميات كركيزة لمبادرة السعودية الخضراء والتي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عام 2021، والمحققة لمتطلبات الإستراتيجية الوطنية للبيئة.
يتجلّى هذا الاهتمام بتنظيم المملكة العربية السعودية لمنتدى «حِمى» للمحميات الطبيعية وهو الأول من نوعه إقليمياً، والذي تميّز به المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بتنظيمه بصفته المظلة الوطنية لقطاع الحياة الفطرية وكونه المركز الريادي في مجال الحياة الفطرية في المملكة.
بشكل يبعث على الفخر ما يعمل به المركز محققاً لتوجهات الدولة حفظها الله؛ فالمركز اليوم يسعى لتعزيز الجهود البيئية بإدارة المناطق المحمية وتحقيق رؤية 2030 وفق مبادرة السعودية الخضراء بحماية 30 % من مساحة المملكة البرية والبحرية، والمحافظة على الموائل الطبيعية والتنوع الأحيائي في المملكة وتحقيق التزام الدولة باتفاقية التنوع الأحيائي (CBD) وأهداف التنمية المستدامة (SDGs).
إن مخرجات هذا المنتدى المميّز ملموسة بشكل يدعو إلى الاعتزاز، تترجم أعمالاً وجهوداً وتنسيقات بُذلت قبل ذلك للوصول إلى هذا الإبداع. وقد حرص الركز على تبني مثل هذه المبادرات كما حرص على استضافة واحتضان جميع المحميات في المملكة في - منصة - تماشياً مع أفضل الممارسات لتبادل المعارف والاطلاع على التجارب وفي ظل خبرات متميزة، حيث كانت وليدة التناغم والانسجام بين المشاركة المحلية والدولية لنقل المعرفة والخبرات والتجارب، وما ذلك إلا لحرصه على الإثراء المعرفي في مجال البيئة.
لو استعرضنا لمحة سريعة عن هذا الإنجاز، يهدف المنتدى إلى تطوير برامج وخطط فعّالة لحماية البيئة والحياة الفطرية، كما تضمن المنتدى عدة برامج لمناقشة العديد من المواضيع المتخصصة كالسياحة البيئية، ودور الابتكارات والتقنيات الحديثة في المحافظة على الطبيعة، وأهمية الشراكة المجتمعية في إدارة المناطق المحمية، أيضاً تم تقديم محاضرات ومشاركات وأوراق عمل يقدمها أهم الخبراء المحليين والدوليين في المحميات الطبيعية في العالم، وبمشاركة مسؤولين عن المحميات الطبيعية، كما دعا المنتدى إلى تفعيل المشاركة المجتمعية من خلال ممارسات الحماية التراثية لدورها المهم في فعالية إدارة المحافظة وتوزيع الموارد الطبيعية وتوفير الحماية المتكاملة على المستوى الوطني والإقليمي، فعاليات متنوعة امتدت على مدار أربعة أيام شملت في آخر المطاف معرضًا مصاحبًا شاركت فيه المراكز البيئية والمحميات الملكية والمشروعات الكبرى والجمعيات والمنظمات البيئية الدولية إضافة إلى محميات دولية بالإضافة إلى زيارات ميدانية لعدد من المحميات الطبيعية ،إضافة إلى توقيع مذكرات واتفاقيات.
أخيراً.. يتمثَّل الاهتمام في البيئة وما يقدمه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أكثر من مجرد اهتمام طرف واحد أو جهة واحدة، بل بالعكس يعمل المركز بشكل متناغم ومتسق على مشاركة جميع الأطراف المهتمة على تطوير المعرفة البيئية، حيث مهّد المركز الطرق الصعبة في مجال البيئة وتسهيلها ليصبح بذلك أيقونة بيئية في مجال الحياة الفطرية كاملة الأركان ويشار لها بالبنان ليبهر العالم بذلك.