عبد الله سليمان الطليان
الصور السلبية في العمل لدينا مازالت تعيق من اتقانه وزيادة إنتاجيته ولعل من أبرز هذه الصور هي إدراك قيمة الوقت والاهتمام به الذي أشبع بحثاً ودراسة في هذا الجانب منذ فترة طويلة, ولكن هناك فشلاً في كيفية إدارته, وإذا بخثنا عن السبب لوجدنا أن جذوره نشأت من واقع الأسرة التي هي المدرسة الأولى التي توجه الفرد ليس في أهمية الوقت بل في تمهيد الطريق الصحيح لديه لبناء مستقبله, هناك مثل شعبي مصري يقول (ابن الوز عوام) الذي يعني أن الموهبة عند شخص ما هي موجودة عند الأب والأم.
نأتي لسبب آخر خارج إطار الأسرة وهو مكان احتكاك الفرد في العمل الذي يعطي المواجهة الحقيقية في إدارة الوقت, فإذا كان الفرد تربى على الاهتمام به والحرص عليه, ولكن يتفاجأ بأن بيئة عمله بعيدة كل البعد عن إدراك قيمته وهذا هو الحاصل لدينا في بعض أماكن العمل لدينا مع الأسف, وهو عامل محبط لكل من يبحث عن الإبداع والتطوير, عندما يصطدم في واقع عمل أفراده مترهلون متبلدون متعودون على الكسل يغتالون الطموحات ويولدون النفور من بيئته, ويكونون أحياناً عالة عليه مع كثرتهم (الغثة) التي لا تؤثر اقتصادياً في محيط ضيق بل الأثر يمتد إلى حالة اقتصاد البلد بشكل عام عندما تهدر المال في بيئة عمل غير منتجة, مثل هؤلاء يجعلون من كلمة (ملاحقة الزمن وصناعة مستقبل) في خيال وسراب.
مر علينا الكثير من قصص النجاح الأفراد دائماً ما كانوا يتحدثون عن بيئة مكان العمل التي كانت حافزاً ومشجعة لهم نحو التطوير والإبداع والتفوق, بداية من فريق العمل الجاد الذي يهتم بالوقت بدقة, يضاف إلى هذا المكان وتوفير ما يحتاجه من أجل الوصول لتحقيق الهدف.