«الجزيرة» - طارق العبودي:
قدّم فريقا الهلال والنصر مساء الجمعة مباراة جميلة وممتعة، كانت الأفضلية في أغلب فترات شوطها الأول للنصر الذي لعب بكامل عدته وعتاده، بينما جاءت الأفضلية للهلال منذ الدقيقة الـ40 من الشوط الأول وحتى صافرة نهاية المباراة رغم فقدانه لاثنين من أعمدته الرئيسة ومن أبرز نجوم الدوري: سالم الدوسري والمدافع السنغالي خاليدو كوليبالي.
تألق أوتافيو تحديداً من جانب النصر، وتعملق النجم الكبير الحارس الأمين ياسين بونو من جانب الهلال.
كل شيء كان جميلاً في مواجهة قطبي الرياض التي لُعبت لمجرد تحصيل حاصل وتأدية واجب بعد أن طار الزعيم العالمي باللقب وحسمه لصالحه قبل 3 جولات من النهاية، فقد كان الهلال يبحث عن مواصلة تسجيل وتحطيم أرقامه، في الوقت الذي كان النصر يبحث فيه عن تسجيل انتصار يدون في سجلات التاريخ بأنه الفريق الوحيد الذي تمكن من هزيمة البطل حتى الآن بعد أن خسر منه في ذهاب الدوري وفي نصف نهائي السوبر.
نعم كل شيء كان جميلاً باستثناء طاقم التحكيم الذي قاده الإسباني جوزيه مارتينيز، فقد كان أقل بكثير من المباراة وكاد يُفسدها بقراراته بل كاد يجير النقاط لمن لايستحقها.. فقد تساهل الحكم كثيراً مع الكرواتي بروزوفيتش لاعب النصر الذي اندفع بقدميه ضد مهاجم الهلال مالكوم في لقطة مخاشنة تستوجب البطاقة الحمراء!.
كما أغفل هو ومساعداه وحكما var احتساب ركلة جزاء واضحة وصريحة ولا تشوبها شائبة لمصلحة مهاجم الهلال ميشايل بعد تعرضه لإعاقة صريحة من مدافع النصر اليكس تيليس، وقبل هذه وتلك احتسب هدف النصر المبكر رغم ارتطام الكرة بيد ساديو ماني قبل أن يستحوذ عليها ويمررها!، إضافة إلى أنه كاد أن يحرم الهلال من حقه في ركلة الجزاء المحتسبة رغم «الضرب المتعمد» من ماني ضد سعود عبدالحميد، بل وتردد كثيراً ولم يحتسب الجزائية إلا بعد استدعاء حكام الفيديو له ومشاهدة الحالة طويلاً، وبعد احتسابها أغفل طرد ماني! علاوة على تساهله مع كثرة اعتراضات واحتجاجات قائد النصر كريستيانو في الشاردة والواردة.
هذه فقط (بعض) الحالات التي اتفق عليها أغلب المحللين والخبراء وكادت تجيّر النقاط لمصلحة النصر!.
من هنا وأمام هذا الكم الكبير من الأخطاء البدائية في مباراة تحصيل حاصل فإن الجميع يطالبون بحكام «نخبة» يمتازون بالخبرة وقوة الشخصية لقيادة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي سيجمع الفريقين بعد أيام وسيحظى بمتابعة دولية كبيرة، وهي مواجهة تاريخية لا تقبل اجتهادات تحكيمية ولا أي أخطاء ولا «رضوخ» للاعبين اعتادوا على التجمهر حول الحكم عند أي صافرة.
فقط هذا هو المطلب ليستمتع الجميع بنهائي كبير وجميل وقوي وتنافسي مميز تحكيمياً.