عمر إبراهيم الرشيد
يتوق المرء في وقتنا هذا إلى ما يعيد الاعتبار إلى الثقافة الجادة والكتاب والقراءة في اهتمامات الشباب، ذلك أنهم عماد المجتمع وقوته، تسندهم خبرة الكبار والآباء، وبهذا يتوازن كل مجتمع في مسيرته. انتابتني مشاعر مختلطة من الدهشة والفخر والسرور والاعتزاز، وأنا أشاهد عبر القنوات ومنصات الإعلام الاجتماعي تدافع الجمهور المغربي للفوز بتوقيع الكاتب أسامة المسلّم على نسخهم من رواياته العديدة.
هذه المشاعر مردها عدة أمور، أولها أن هذا الاحتفاء رد من ضمن ردود أخرى على محاولات لتشويه صورتنا من بعض المغرضين، وأننا دول نفط واسمنت، وخمول وترف.
الأمر الآخر في نظري أن هذا الالتقاء الثقافي الحضاري جاء مغربياً سعودياً، وذلك لنفض ترسبات بالية علقت في كثير من الأذهان بغض النظر عن صحتها أو زيفها، لتعيد هذه المشاهد العفوية لذلك التدافع لمجرد نيل توقيع مؤلف وروائي سعودي تأطير تلك الأفكار أو الانطباعات وتصحيحها.
مسألة في غاية الأهمية كذلك، وهي أن قطاعاً من الشباب العربي ومنه السعودي بالطبع ما زال يقرأ، والروايات وان كان البعض يقلل من شأنها، إلا أنها صنف من الأدب يجمع بين الثقافة والتاريخ والاجتماع والفن، ولذلك فهي تقدم هذه العلوم وغيرها في قالب أدبي اذا أحسن الكاتب توظيف هذه العناصر في رواياته. ثم أن القراءة بحد ذاتها فعل انساني وفكري وحضاري لن يرتقي مجتمع ابتعد افراده عنه (أمة تقرأ أمة ترقى).
الإنتاج السعودي الثقافي والرياضي والفني، يضاف إلى الجوائز والميداليات العلمية والإنجازات الطبية التي تحتفي بها أكبر المؤسسات العالمية المرموقة، كل هذه ومايماثلها قوة ناعمة سعودية إلى جانب قوتها الاقتصادية والسياسية.