«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني/ تصوير - تهامي عبدالرحيم:
وصف معالي السفير الصيني الجديد المعين لدى المملكة السيد/ تشانغ هوا العلاقات السعودية الصينية بأنها علاقات راسخة ومتينة ووتقوم على شراكات اقتصادية على كافة الأصعدة من خلال زيارات متتالية موضحاً بأن المملكة أكبر شريك للصين وكذلك الصين أكبر شريك للسعودية في غرب آسيا وإفريقيا حيث بلغ حجم التبادل التجاري أكثر من 100 مليار دولار وهناك نقلة نوعية في تعاون الصين مع دول الخليج كافة.
وأكد معاليه خلال مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام السعودية بأن الصين ترى أن السعودية قوة في عالم متعدد الأقطاب والصين ركّزت علاقاتها مع هذه الدول المعتدلة وتعزز هذه العلاقات وتعطيها الأولوية الشاملة، والصين والمملكة تشاركان العالم في الحفاظ على السلم العالمي واحترام الدول وعدم التدخل في شؤونها ونبذ استخدام العنف وقتل الأبرياء من خلال قوانين وأنظمة الأمم المتحدة حيث تحافظ الصين والسعودية على علاقاتهما من خلال التنسيق والتشاور وتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف السيد السفير أن هناك توأمةً ما بين رؤية المملكة ومشروع طريق الحرير وأن البلدين يعملان حالياً على ما تم الاتفاق عليه بين القيادتين في جميع المجالات من خلال أعمال اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى مما ساهم في رفع التعاون والتوسع فيه وتحقيق نتائج إيجابية وجيدة للبلدين.
وكشف السفير الصيني بأن المملكة اليوم أصبحت بوابة للشركات الصينية خاصة مشاريع البحر الأحمر ونيوم والعديد من المشاريع التنموية وأن هناك تغيرات غير مسبوقة في المملكة وأصبح المجتمع السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مجتمعاً منفتحاً ومتعلماً وقادراً على مسايرة كل جديد في العالم.
إن الصين والمملكة العربية السعودية تتمتعان بالشراكة الاستراتيجية الشاملة. ففي السياسة، تبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. وأن الصين ترى السعودية كقوة هامة في عالم متعدد الأقطاب، وتضع تنمية العلاقات مع المملكة العربية السعودية كأولوية في سياستها الخارجية الشاملة، وخاصة ضمن دبلوماسيتها في الشرق الأوسط. إضافة لذلك، تنتهج الصين والمملكة سياسة خارجية مستقلّة. وتدعو الدولتان إلى الحفاظ على النظام الدولي القائم على «ميثاق الأمم المتحدة» والقانون الدولي. في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من المنصات الدولية والقضايا الساخنة الدولية والإقليمية، كما تحافظ الصين والسعودية منذ فترة طويلة على التواصل المستمر والتنسيق الوثيق، وعملنا معاً على تعزيز السلام والاستقرار العالمي وتحقيق التنمية والازدهار.
وفي مجال السياحة، وقّعت الصين والسعودية مذكرة التفاهم في سبتمبر من عام 2023 ومن خلالها تصبح المملكة رسمياً وجهة رئيسية للرحلات الجماعية الصينية. كما أطلقت الخطوط الجوية السعودية رحلات مباشرة بين جدة والرياض وبيجينغ العام الماضي، وفتحت مؤخراً ثلاث شركات الطيران صينية رحلات جوية مباشرة جديدة بين البلدين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عدد السياح الصينيين الملحوظة إلى المملكة. وفي عام 2023، قام أكثر من 30 ألف مواطن سعودي بزيارة الصين، كما أتى مئات الآلاف من المواطنين الصينيين إلى المملكة للسياحة وممارسة التجارة في نفس الفترة.
وتطرق السفير الصيني إلى موضوع تايوان قائلاً هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، والحقائق القانونية الواضحة، تايوان هي جزء من الصين وهذا غير قابل للشكّ فيه أو التغيير. في عام 1895، أجبرت اليابان أسرة تشينغ على التنازل عن تايوان خلال الحرب العدوانية على الصين. وينص «إعلان القاهرة» في عام 1943 بكل وضوح على إعادة تايوان التي سرقتها اليابان إلى الصين. وتنص المادة «إعلان بوتسدام» الصادرة في عام 1945 على أنه «يجب تنفيذ بنود إعلان القاهرة» في 25 أكتوبر 1945، أعلنت الحكومة الصينية «استعادة السيادة على تايوان»، وبذلك استرجعت الصين تايوان من الناحية القانونية والواقعية.
وستعقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بيجين يوم 30 مايو الجاري 2024 ويعد تأسيس المنتدى قراراً إستراتيجياً اتخذته الصين والدول العربية انطلاقاً من مواصلة تكريس روح الصداقة الصينية العربية.
وقد أجاب السفير الصيني على أسئلة «الجزيرة» وقال: تم تعييني في السعودية وهذا شرف كبير لي أن أكون في هذا البلد وقد وجهتني القيادة الصينية أن أعمل على تطوير وتعزيز هذه العلاقات وهذه الصداقة إلى أفضل مستوياتها.
وحول سؤال آخر لـ»الجزيرة» عن التوجه لتوطين الصناعات الصينية في المملكة أجاب: لدينا توجيه قوي ولدينا العديد من الشركات ورجال الأعمال الراغبين في الاستثمار في المملكة باعتبار أن هذه البلاد يتوفر فيها الأمن واقتصادها قوي ولدينا كذلك مشاريع في البحر الأحمر والعديد من القطاعات.
وحول موقف الصين مما يحدث في البحر الأحمر من قبل الحوثيين قال السفير الصيني نحن نرفض رفضاً تاماً ما يحدث ومن المهم يجب وقف استهداف السفن المدنية التي تعبر البحر الأحمر ولا يجب اتخاذ أي حجة لتعريض هذه السفن للمخاطر، وعدم استخدام وضرب المدنيين والحفاظ على سلامة الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر وفقاً للقوانين الدولية، وقال السيد السفير يجب على جميع الأطراف حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية وعدم تصاعد الخلافات في مياه تهم العالم كله ولا يجب أن تكون هذه الأفعال التي تعرض الجميع للمخاطر.
وبيّن السفير الصيني بأن ما تتعرض له غزة هو جريمة في حق البشرية ويجب وقف إطلاق النار وحل هذه الخلافات بالحكمة والعقل والحفاظ على البنى التحتية، وعدم تشريد البشر.
وفي نهاية المؤتمر أقام السفير الصيني مأدبة غداء تكريماً للإعلاميين السعوديين.