سهوب بغدادي
بالتزامن مع افتتاح مركز فناء الأول في حي السفارات في العاصمة الرياض معرض السفارة الافتراضية تحت عنوان «الآن في المستقبل»، بمشاركة فنانين من المملكة والعالم أجمع، إذ تتمحور فكرة المعرض حول مزج الفن بالخيال العلمي والتوعية البيئية من المخاطر التي تحدق بها من انبعاثات واحتباس حراري، وما إلى ذلك من التداعيات التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مستقبل هذه الأرض، إذ تكمن مساحة العرض في تجسيدها عام 2040،.
إن المعرض الذي أشرفت عليه القيمة الفنية الأستاذة سارة المطلق، عبارة عن رسالة قادمة من المستقبل لما ستكون عليه حياتنا في حال لم نتحلَ بالوعي الكافي وأخذ زمام المبادرة لأجل الأرض، فيما يبرز لنا تداخل الثورة الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي ضمن العوامل الآنف ذكرها، التي من شأنها تبديل نمط حياة الإنسان، ما أعجبني في المعرض هو الفكرة والرسالة الاستشرافية، فهنا نقول «الفن رسالة» وتجلت الرسالة في جنبات المعرض والأعمال الفنية، على سبيل المثال لا الحصر، أظهر أحد الأعمال ثلاث قطع من القماش أساسها واحد مع اختلافات بسيطة متمثلة في الأشكال الهندسية في كل قطعة، وبدت متساقطة على الأرض وامتزجت ببعضها البعض، وعند سؤالي لممثل الاستوديو القائم على العمل عن معناه، فأجاب أنه يعكس الصراع الدائر ونتائجه المنعكسة تباعًا بشكل سلبي على جميع أطراف النزاع، كما رأيت بعض الصور للحياة الفطرية ونقوش، وجواز سفر لمن لا يمتلك هوية، وسط مساحة بيضاء لامعة حاضنة لكل الأعمال، عن المعرض جيد في فكرته خاصةً في عملية التواصل وجمع الفنانين وأعمالهم الفنية التي تتوافق مع فكرة الحدث الفني.
وأتمنى أن أرى نسخا أخرى منه خلال الأعوام المقبلة، مع زيادة عدد الأعمال الفني المشاركة في المعرض وتنوعها لتشمل مجالات أخرى، وملامستها أعوام أخرى قادمة ولكن أقرب مثالًا «عام 2030»: كيف ستكون الحياة؟ باعتقادي أن ذلك العام يلامسنا قلب كل سعودي بشكل عميق، ولأسباب عديدة، فكل شخص يتطلع لجانب يهمه من جوانب الرؤية وبنودها، وسيتزامن 2030 مع استضافة المملكة إكسبو 2030، فما يتداخل مع المعرض قد يتعدى الأعمال الفنية ليصل إلى الجو العام ولغات الأشخاص القادمين بهدف الحضور وبالتأكيد اللغة الفرنسية.
«الفن ليس ما تراه، بل ما تجعل الآخرين يرونه» إدغار ديغا.