عثمان أبوبكر مالي
موسم غير جيد قدم لنا من خلال الدوري السعودي (الممتاز) لكرة القدم (دوري روشن) وذلك من قبل بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورابطة دوري المحترفين.
رغم ما امتاز به الموسم من الأسماء والنجوم واللاعبين العالميين، إلا إنه تأثر كثيراً بالقرارات المتغيرة، والمواقف المتضاربة، والكيل بمكيالين (وربما أكثر) من قبل معظم اللجان المعنية، مما جعل الدوري يبدو حماسياً ومثيراً وملفتاً للأنظار ومركزاً عليه خارج الميدان (المستطيل الأخضر) أكثر منه في الملاعب والمباريات وحتى المدرجات، والسبب هو الملاحظات الكثيرة وعلامات الاستفهام وتباين التعامل في كثير من الأمور والحالات التي تتعلق بالدوري واللعب سواء المباريات أو القرارات أو العقوبات الإدارية أو الأخطاء ومعالجتها.
علامات استفهام كثيرة تطرح حول كل ذلك وغيره، لاحقت الدوري مع إعلان جدولة وانطلاقة مبارياته، وآخر علامات الاستفهام المطروحة اليوم حول (جدولة) الأسبوع الأخير من الدوري، والذي ستقام مبارياته يوم الاثنين القادم، وكيف جاءت بعض هذه المباريات على النحو الذي ستقام به؟!
ماهي الآلية التي استخدمت أساساً في وضع الجدول حتى تأتي مباريات (الفرق الكبيرة) المرشحة لتحقيق البطولة قبل انطلاقتها (وحققها أحدها بالفعل) على النحو الذي ستقام عليه مباريات الجولة الأخيرة، فالهلال الذي عاد إلى بطولته المحببة، سيلعب آخر مبارياته خارج أرضه وبعيداً عن جماهيره أمام فريق الوحدة بمكة، الذي كان في الموسم الماضي أحد الفرق التي نافست على عدم الهبوط، الأمر الذي كان (سيحرم) بطل الدوري من (الاحتفال) والتتويج باللقب، لولا أنه (حسم) المنافسة مبكراً، وبالتالي سيقدم احتفاله ليقام غداً في الجولة الثالثة والثلاثين، فكيف حدث ذلك، وهل من يضعون الجدول لا يعرفون (الزعيم)؟! هل لا يعرفون أنه قبل الموسم الحالي حقق اللقب ثلاث مرات من أربع وكلها في عهد الاتحاد الحالي ولجانه، وبالتالي هو مرشح للقب قبل أن تنطلق صافرة بداية الدوري، وكان يستحق أن تبرمج آخر مباراة له على أرضه وبين جماهيره، حتى إذا فاز بالبطولة ( وقد فعل) يتوج بها في آخر جولة، ويكون ختام الموسم في جو (فرائحي) جميل ينقله العالم، بحضور جماهير كبيرة، كما حدث الموسم الماضي على ملعب الجوهرة في الاحتفالية الاتحادية الكبيرة التي لا تزال في ذاكرة الجميع.
ما قلته عن الهلال ينطبق على الاتحاد أيضاً، كان الأولى أن تكون مباراته الأخيرة (مجدولة) على ملعبه باعتباره (حامل اللقب) وكان قبل (أحداث الموسم) مرشحاً للبطولة، ولا يبرر عدم منافسته عليها هذا الفعل العجيب، أما النصر فمن سوء حظه أنهم (راعوا) إمكانية منافسته على البطولة، فجاءت مباراته الأخيرة على ملعبه لكنه خسر الدوري، وحل وصيفاً في نفس موقعه الموسم الماضي، ومع ذلك فمباراته الأخيرة فيها (غرابة كبيرة) فكيف جاءت أمام أول (بطل) الموسم الماضي وقد كان ثاني الدوري؟! كيف يلعب حامل اللقب ووصيفه (آخر نسخة) آخر مبارياتهما هذا الموسم في مواجهة بعضهما وهما مرشحان بقوة للبطولة قبل أن تبدأ؟! الإجابة أياً كانت فيها تأكيد على أن العمل عشوائي لا يستند على طريقة ولا منهج ولا آلية وإنما أهواء شخصية.
كلام مشفر
· بدأ الاتحاد أولى مبارياته في الدوري أمام الرائد خارج ملعبه وهو (حامل اللقب) وسيختتم الموسم أيضاً في الجولة القادمة أمام النصر خارج ملعبه!!. وبدأ الهلال موسمه خارج ملعبه أمام أبها وسيختتم الموسم أمام الوحدة أيضاً خارج ملعبه، في حين بدأ النصر موسمه خارج ملعبه أمام الاتفاق، لكنه سيختتم موسمه على أرضه وبين جماهيره أمام الاتحاد، هل حدث ذلك صدفة أم أن من وضع الجدول (كانت له قراءة شخصية)؟!
· عمل بعض أو غالبية لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين من غير منهجية ولا آلية واضحة؛ مسألة يفترض أن تتوقف وتمنع ولا تتكرر، الأمر ملاحظ في أغلب اللجان؛ التحكيم والمسابقات والانضباط والاستقطاب وغيرها، لإيقاف ما يحدث من الضروري غربلة هذه اللجان وتسريح معظم أعضائها وإعادة تشكيلها.
· إعادة التشكيل حتى يتواكب عمل هذه اللجان مع المرحلة التي تعيشها الكرة السعودية وتحديداً الدوري، الواضح اليوم أن مستوى المرحلة يتجاوز مقدرة كثير من أعضاء اللجان وإمكانياتهم وتطلعاتهم ومواكبتهم، والرياضة السعودية تستحق وقادرة على الاستعانة بالأسماء الخبيرة والفاعلة وذات التجارب الثرية من غير عبث.