عمر إبراهيم الرشيد
كنت في حديث مع بعض الأصدقاء عن الروائي أسامة المسلّم وشهرته العابرة للحدود، ومشاهد تزاحم الجمهور في مصر والرباط لنيل توقيعاته على نسخهم من رواياته العديدة. وهذا ماتطرقت له في مقالي السابق. وطرح صديق تساؤله عن أسباب عدم معرفتنا بهذا الروائي من قبل؟ فوددت الكتابة عما أثاره سؤال صديقي من أفكار وشجون امتداداً لمقالي الفائت.
وأقول إن مشاهير منصات الإعلام الاجتماعي وهم يتكاثرون على مدار الساعة، وللأسف أقولها بأن الجمهور هم من يمنحهم الشهرة، قد استحوذوا على الفضاء الإعلامي الاجتماعي وهذا واقع لابد من الاعتراف به. وهنا لابد من التذكير بأن التعميم لغة الجهل، فهناك من يقدم محتوى مفيداً ومثرياً وفي مجالات عديدة وهؤلاء نشد على أيديهم احتراماً وتشجيعاً. لكني قصدت مشاهير (الفلس) كما يطلق عليهم البعض، وهم من يعتمدون على التهريج والإضحاك أو إثارة العواطف والغرائز وهؤلاء لهم من يلتقط سقطهم، من محدودي الثقافة والاهتمامات.
وللإنصاف والموضوعية وباعتبار أن منصات الإعلام الاجتماعي إنما هي قنوات تواصل وإيصال بحسب ما يبث خلالها، فإن أسامة المسلّم أجاد استخدامها برقي وتفاعل معه جمهوره، فكان أن وصل إلى القراء في الوطن العربي، والمفارقة أن الجمهور ومن الشباب تحديداً تدافع لاقتناء رواياته حتى المطبوعة وليست الإلكترونية فقط، وهذا ماحدث في معارض الكتاب في القاهرة والرباط مثلاً.
أما إعلامنا المحلي فلا أستطيع اتهامه بالتقصير في التعريف بهذا الروائي وغيره، لكن وفي رأيي أن طرق العرض والتقديم بحاجة إلى تجديد ووصول إلى الجمهور بطرق غير تقليدية. فلم لا يتم الإعلان عن صدور كتاب أو رواية عبر نشرات الأخبار، وعبر شاشات الملاعب الرياضية وبالتعاون بين وزارتي الثقافة والرياضة؟ كون الملاعب من أكثر الأماكن تأثيراً لمخاطبة الشباب في أي مجال ومنها المجال الثقافي والفكري ونشر آخر الإصدارات وإبرازها.
أتمنى أن بشتهر أمثال أسامة المسلّم، أن يشتهر أطباؤنا وعلماؤنا وطلبتنا الذين يحرزون الجوائز في جامعات عالمية ومراكز بحوث دولية، هذه هي الشهرة المؤثرة والتي ترفع راية الوطن وتسهم في قوتنا الناعمة.
إلى اللقاء