الجزيرة - الرياض - كان:
قال النجم السعودي المخضرم الممثل عبدالله السدحان، إنه سعيد جدًا بكل هذه الحفاوة التي حظي بها فريق عمل الفيلم السعودي «نورة»، المدعوم من صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ضمن قسم «نظرة ما» في الدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي.
وقال السدحان من مقر إقامته في كان الفرنسية في اتصال هاتفي مع «الجزيرة»، إن هذا الحضور السعودي في أحد أهم المحافل السينمائية العالمية، هو نتيجة «حتمية» للعمل الجاد من كل الجهات المعنية المهتمة بالفنون، لنجاح برنامج التحول والوصول إلى طموحات رؤية المملكة 2030.
تأتي مشاركة الفيلم في مهرجان «كان» السينمائي لتؤكد الموهبة الفنية للمخرج السعودي توفيق الزايدي، كما تعكس الدور الفعّال لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي في تمكين المواهب السينمائية الصاعدة في المنطقة.
وأشار السدحان إلى أن هذا الدعم اللامحدود من الجهات المعنية كافة، لابد أن تكون «حافزًا» لكل الممثلين والكتاب والمنتجين والمخرجين، ولجميع العاملين كل الفنون المتنوعة في السعودية.
وتحدث السدحان عن الحالة الإيجابية الكبيرة التي حظي بها فيلم «نورة»، هي ثمرة جهود طاقم العمل الذي اهتم بكافة التفاصيل مهما كانت صغيرة، وبقلب الفريق الواحد، مبينًا أن حضورهم في مهرجان «كان»، هو ليس تكريمًا لهم؛ بل لكل السعوديين.
وخلال جلسة نقاش بعنوان: «صور في المملكة العربية السعودية: نورة»، قال السدحان: «أهم ما يميز فيلم نورة هو الشخصية المُركبة، والتي تحمل سماتٍ عدة ولا ترتكز على عنصر واحد فقط، مؤكداً أنه بفضل الدعم الكبير الذي حصده الفيلم من هيئة الأفلام ومن عدة جهات أخرى فإن الصعوبات كانت محدودة ومتعلقة فقط بالحقبة الزمنية التي يمثلها الفيلم».
وحضر هذه الدورة كبار نجوم السينما سواء كمشاركين فيها كالمخرج الأمريكي فرنسيس فورد كوبولا، الذي نافس في السباق بـ «ميغالوبوليس»، وأثار ضجة واسعة قبل وبعد عرض فيلمه، سواء للموازنة الضخمة التي أنفقت عليه من جيب المخرج نفسه أو لمحتواه الذي لم يكن في مستوى انتظار البعض، فيما صفق له البعض الآخر، وهو ما قلص كثيراً من حظوظه بنيل السعفة الذهبية.
يذكر أن الفيلم الروائي «نورة» عُرِضَ لأول مرة في الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحصد جائزة العلا لأفضل فيلم سعودي طويل، وتدور أحداثه في المملكة خلال حقبة التسعينيات.
وصوِّر بالكامل في مدينة العلا التاريخية وبين صحرائها وأوديتها العريقة، ويجمع نجومًا مثل يعقوب الفرحان وماريا بحراوي وعبدالله السدحان، وهو من إخراج وتأليف وإنتاج توفيق الزايدي.
وشارك في هذه الدورة 22 فيلماً من دول مختلفة بقصص متنوعة، أخذت جمهور كان بمن فيهم مئات الصحافيين من مختلف بقاع العالم إلى فضاءات وقضايا متعددة بعين سينمائية مبدعة، تمزج الواقع بالخيال في مشاهد، انشد الجمهور إليها بشوق ومتعة من بداية المهرجان حتى نهايته.