عقل العقل
رغم تخبط رابطة دوري المحترفين في عملية تتويج الهلال في أقوى دوري سعودي على الإطلاق من حيث عدد الفرق فيه واللاعبين الأجانب في الدوري إلا أننا شهدنا حالة من التخبط وعدم اتخاذ قرار في مباريات الهلال الأخيرة ليكون التتويج بعدها، ولكن حدثت أمور يفترض أن تكون الرابطة هي صاحبة القرار فيها من حيث الملعب الذي يفترض أن يكون التتويج فيه ولا يترك لإدارات الأندية أن تقبل أو ترفض إقامة حفل تتويج الهلال على ملاعبها، فهل يعقل أن دورياً سعودياً مخططاً له أن يكون بين أفضل عشرة دوريات بالعالم وتضخ فيه المليارات بجلب اللاعبين المميزين من الدوريات العالمية يحدث فيه مثل هذه الفوضى بتتويج بطل هذا الدوري القوي والذي يستحق أن يعامل بشكل مميز يليق بالبطل ولا يضر بمعايير عدالة وشفافية المنافسة، كنت أتمنى أن يتوج الهلال في مباراته أمام الطائي على ملعب الشباب وأن تقرر الرابطة وليس الأندية ملعب التتويج فنجاح التتويج بعد مباراة البطل سوف يكون لها طعمها الخاص فهذا العرف موجود في جميع البطولات المحلية والعالمية.
شاهدت حفل تتويج الهلال في ملعبه «المملكة أرينا « تلفزيونياً وليس غريباً أن تمتليء مدرجات الملعب بجمهور الهلال العاشق فهذه الجماهير تستحق أكثر مما شاهدناه، صحيح أن التتويج كان جميلاً باستعراض بطولاته وفرح لاعبيه وإدارته والجهاز الفني والإداري ولكن اعتبر حفل التتويج فيه شيء من الملل فكرة القدم وإنجازاتها تأتي في المقام الأول من الفوز والخسارة في الملعب كنت أتمنى أن يكون حفل تتويجه بعد مباراة له وقد أفهم أن الإدارة الهلالية أرادت أن يكون التتويج على ملعبها الجديد ولأول مرة يكون الحفل عليه ليسجل بالتاريخ كأول ملعب للهلال ويحقق البطولة فيه أما غير ذلك فهو غير مقنع لي مهما قيل من مبررات، أتمنى لنادٍ عظيم مثل الهلال زعيم البطولات المحلية والقارية أن يفكر جدياً بإقامة منشآته الرياضية الخاصة من ملاعب وفنادق ومنشآت يمكن أن تكون أصولاً للنادي في حال وصلنا لمرحلة التخصيص والطرح والتي أعتقد أنها سوف تكون قادمة والمنشآت سوف تعتبر عوامل جذب اقتصادية للهلال وغيره من الأندية السعودية.
هناك إشكالية فكر في بعض العاملين في القطاع الرياضي لدينا فالميول والتعصب للأسف متفشٍ لديهم أحدهم للأسف يردد أنه مستحيل ومن رابع المستحيلات أن يكون تتويج الهلال في ملعب «الأول بارك» ويردد أن النصر لن يسمح بذلك لأن الهلال رفض أن يلعب النصر على ملعبه، ونقلت مباراته للمجمعة قبل سنوات، أعتقد أن مثل هذا الفكر مدمر في مشروع الرياضة السعودية الآن فالأندية الأربعة أو أندية الصندوق يملكها مالك واحد وهو من يقرر لها وأتمنى من القائمين عليه أن يكون لهم قرار واضح في جميع أمور هذه الأندية وليس فقط في جلب لاعبين أجانب جدد لأندية الدوري والقضايا التنظيمية والخاصة بالمسابقة تعيش حالة من الفوضى وعدم الوضوح فهل يعقل أن يعامل بطل الدوري بهذه الطريقة غير اللائقة.