تغريد إبراهيم الطاسان
في 23 يناير 1971 ومع بداية عصر النهضة، أطلت علينا وكالة الأنباء السعودية (واس) كمنبر ونافذة إعلامية سعودية مؤثرة، في وقت خلت فيه كافة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أي وسائل إعلامية فاعلة تواجه تحديات تلك المرحلة، وتبرز الأهمية الاستراتيجية التي اكتسبتها منطقة الخليج في العالم، فكان إنشاء «واس» أشبه بملء الفراغ الإعلامي الذي شهدته تلك المنطقة في ذلك الوقت.
ويكفي (واس) فخرًا أنها تتربع حتى هذا اليوم على قائمة أهم المصادر الإعلامية الرسمية للمملكة، والتي تعتمد عليها وسائل الإعلام المختلفة في نقل الأخبار المحلية والدولية، من خلال محتوى إعلامي متميز يتسم بالدقة والسرعة وفق أفضل الممارسات المهنية الإعلامية، وكان من أبرز الأهداف التي أنشئت لأجلها الوكالة تقديمها للأخبار بطريقة مهنية تعكس رؤية وسياسة المملكة، فضلا عن دعمها للجهود الحكومية في نقل المعلومات الصحيحة، إضافة إلى تعزيز صورة السعودية الدولية، حيث سعت لأن تكون صوتها المؤثر عربياً وإسلامياً وعالمياً، إضافة إلى دورها المحوري في نقل سياسات المملكة الخارجية والداخلية إلى الجمهور العالمي، بما يسهم في تعزيز فهم المواقف والسياسات السعودية.
ليس ذلك وحسب، فقد لعبت واس ولا تزال دوراً كبيراً في نشر المعلومات والتوعية بالمبادرات والبرامج التي تندرج تحت رؤية المملكة 2030، علاوة على نشر الأخبار المتعلقة بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها المملكة، بما يساعد في تحسين صورتها الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية، كما تساهم واس في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، من خلال تسليط الضوء في تقاريرها الإخبارية على الإنجازات الوطنية، والمناسبات الوطنية والدينية، وإبراز التراث والثقافة السعودية.
ويحق لنا كإعلاميين أن نفخر ونحتفل بهذه المؤسسة الرائدة والعريقة التي أصبحت مصدراً ومرجعاً مهمّاً في الصحافة السعودية والتي يسجل لها التاريخ أكثر من نصف قرن حافلة بالكثير من الإنجازات التي ساهمت في النهوض بمستوى عملها الإعلامي الذي جعلها واحدة من أبرز الوكالات الإعلامية الفاعلة والمؤثرة على المستويين العربي والعالمي، انطلاقا من دقتها وموضوعيتها وحياديتها في تغطية الأحداث، وإبقائها على مستويات الرصانة والاتزان، وهذا التأثير يمكن رصده من خلال عدة جوانب، تتضمن عقدها للعديد من الشراكات الدولية، حيث عملت على تحقيق مهامها في مجال صناعة المادة الإعلامية، والتغطيات الصحفية، والتبادل الإخباري مع مختلف وكالات الأنباء الخليجية والعربية والعالمية.
وطوال 53 عاماً، ظلت واس ثابتة شامخة ومتجددة بعدما عاشت عدة محطات تطويرية في سبيل تطوير إمكانياتها وقدراتها وأدائها، ومن ذلك دعمها في امتلاك تقنية اتصالات متقدمة لمتابعة ونقل كل ما هو جديد عن المملكة والعالم، إضافة إلى اتخاذها لمجموعة من الإجراءات التنظيمية والإدارية والتقنية، التي انعكست نتائجها بشكل واضح على تنامي عدد الأخبار التي تبثها وتستقبلها، واتساع وتنوع الموضوعات التي تتناولها، فضلا عن التطور الملحوظ في حجم ونوعية الطاقة البشرية، وكذلك امتلاكها قدرات في مجال الاتصال مكنتها من إيصال خدماتها لعدد كبير من الراغبين في استلام الخدمة الإخبارية لها داخل المملكة وخارجها.
وعلى الرغم من التحديات والتقلبات الكبيرة التي مرت بها الصحافة بفضل التطور التكنولوجي، إلا أن (واس) عملت على مواكبة هذه المتغيرات، آخذة على عاتقها أهمية مواكبة الحدث ونقله في وقت قياسي للمتابع بمهنية متقنة باستخدام أحدث تقنيات التواصل المؤثرة، بما يلبي احتياجات الجمهور المتزايدة والمتنوعة ويعزز من قدرتها على تقديم محتوى إعلامي رفيع المستوى يسهم في بناء مجتمع واعٍ ومطلع، ولعل من بين أبرز التطورات التي شهدتها وكالة الأنباء السعودية تطوير موقعها الإلكتروني الذي يمكن متابعته من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، أو عبر حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي ذات الاهتمامات المتعددة، وأيضا رسائل الجوال، وكذلك التقارير المرئية والفيديوهات الإخبارية.