من يعرفني عن قرب يعلم بأنني دائماً أتحدث عن فكرة استقطاب كفاءات أجنبية لإدارة بعض المهام في أنديتنا ، ويأتي على رأس هذه القائمة منصب المدير الرياضي والذي يعمل على تنفيذ استراتيجية النادي الفنية وضرورة الحفاظ عليها مهما اختلف اللاعبون والمدربون ، وتخصصات أخرى من الممكن الاستعانة بالعنصر الأجنبي لإثراء المنظومة الرياضية لدينا نظراً لتقدمهم كثيراً في هذه المجالات.
ولكني لم أكُن أفضّل أبداً أن يتحول الأمر إلى إلزام أو ما يشبه ذلك وتحديداً في بعض المناصب التي نعلم بأنه يوجد لدينا من هم كفء لتوليها ، إن أردنا الحديث عن الأندية والعمل الإداري فيها لاشك بأن هناك شبه إجماع على تميز بعض الأندية على صعيد التنظيم الإداري والعمل التراكمي فيه كالهلال والفتح والتعاون والذين حصدوا ثمار هذه الجهود حسب الأهداف المرسومة من قبلهم ، وهذه النجاحات لم تكُن لتتحقق لولا وجود أكفّاء قادوا أنديتهم للوصول لما وصلوا إليه، ومع ذلك لاشك أنهم بحاجة إلى التطوير والانتقال لمستوى أعلى من الجودة في العمل ولكن هذا لا يعني أن يعودوا إلى نقطة الصفر والبدء من جديد مع إدارة تكاد تكون من العنصر الأجنبي بالكامل للإحلال ورسم السياسات والاستراتيجيات للنادي، قد تكون هذه الخطوة ممكنة ومقبولة لدى معظم الأندية لكونها تفتقد للاستمرارية والبناء التراكمي، ولكن هناك أندية أخرى لا تحتاج إلى هذه الغربلة وبحاجة فقط إلى رفع جودة بعض المناصب من خلال الاستقطاب الخارجي لتجويد العمل والكفاءة في الإنتاجية لتحقيق مستهدفات النادي.
وإن أردنا ضرب الأمثلة نجد أن الهلال نظير هذه الاستقطابات الأجنبية قد تعاقد مع الإسبانية فانيسا باسورا مسؤولةً عن التسويق والمحتوى، والتي بدورها تولّت الإشراف على المركز الإعلامي وحسابات النادي في وسائل التواصل الاجتماعي، وشهدت تلك الحسابات بعد تولّيها انخفاضاً مخيفاً في عدد المشاهدات وتراجع حاد في جودة ما يطرح عبر حسابات النادي وتغطية كانت باهتة لحصول الهلال على بطولة كأس الملك من خلال سلسلة تغريدات «صناع التاريخ» المستهلكة وافتقادنا لبعض التغطيات التي كانت تميّز الهلال من خلال نشر المقاطع المرئية عما يدور خلف الكواليس أو الأفلام القصيرة التي تتحدث عن المباراة وما دار فيها والتي كانت تجذب المتابعين وتحصد أرقاماً عالية من المشاهدات ، ولكن وبقرار من مسؤولة التسويق والمحتوى تحولت حسابات النادي إلى محتوى قزّم من قيمة النادي من خلال نشر رسومات لعدد من الرسامين الأجانب والإشارة إلى حساباتهم بهدف الترويج لهم على ما أظن في خطوة لا تقوم بها حسابات الكيانات الكبيرة، وبات الحساب يفتقد للجانب التنافسي ويغلب عليه الطابع الرسمي التقليدي.
لذا سؤالي هنا: هل هذه الكفاءات هي التي ستطور من عمل أنديتنا ؟ وهل أنديتنا تعاني من نقص في هذا الجانب بالتحديد حتى يتم الاستعانة بالعنصر الأجنبي في الملف الإعلامي مثلاً ؟ قد أتقبل بل وأؤيد أن يتم إلزام الأندية باستقطاب الكفاءات لشغر مناصب الإدارة الرياضية أو التنفيذية، ولكن أن يتم إقحام الأجنبي في كل إدارة بالأندية، فقد يكون ذلك أشبه بسلخ الفريق من هويته وبعض مقوماته التي يتميز بها، ويعلم ذلك جيداً من يعمل بالنادي ويجهله تماماً الأجنبي الذي أتى دون أي خلفية عن هذا النادي من الداخل.
رسالتي:
اتفقت الأندية من خلال تصاريح منسوبيها على الضبابية في مسألة الدعم للموسم القادم وأنهم جميعاً بانتظار معرفة المخصص المالي للتحرك على ضوئه، وفي ظني أرى أن حسم الملف تأخر كثيراً وحتماً سيؤثر على استعداد الأندية للموسم المقبل ، فأغلب الأندية أجّلت قراراتها نظير ذلك، وهناك مدربون ولاعبون وإدارات تترقب الانتهاء من هذا الملف الذي من المفترض أن يكون قد حسم قبل انتهاء الموسم بفترة كافية لتبدأ الأندية في العمل للموسم القادم.
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer