إيمان الدبيّان
أنا وأنت، وهما، وهن وهم، نحن كلنا نكون المجتمع، وتكوننا معه الموروثات والعادات والتقاليد والقيم والمعتقدات والأفكار والقوانين.
يجب علينا الامتثال للقانون والنظام، كما يجب تطبيق المعتقدات بوسطية بلا مبالغة ولا تطرفات هادمة، وفي المقابل يجب فك قيود العادات العقيمة والتقليد للمظاهر السقيمة التي تهدم ولا تبني تؤخر ولا تقدم،
كن أنت ولا تكن هو، نحن وليس هم، فالاختلاف الحسن ميزة والتفرد بالإيجابيات أثمن قيمة.
البعض من الناس في مجتمعنا تابع مطبق لكل ما يشاهد ويسمع، وينجرف خلف كل فكر ويتبع، يرهقون أنفسهم اجتماعيا ويستنزفون حياتهم ماديا، يلبس ملابسا لا تليق ذوقا ولا عمرا ليفعل مثل فلان،
ويذهب لأماكن قد لا تروق له حتى يتحدث في وسطه ومحيطه أنه أحد رواد ذلك المكان.
ويكون خطر التبعية أدهى و مردودها أقسى إذا كانت الزوجة تقارن حياتها بحياة الآخرين، وتريد أن تكون صورة طبق الأصل من المشهورين في سفرهم وأكلهم ومركبهم ولبسهم، مثقلة زوجها بالديون وتريد أن تكشف حياتها للعيون.
وجهلت أن الحياة خصوصية وأن كثيرا ممن تتابعهم في مواقع التواصل لا يظهرون إلا ما يجلب الأموال لحسابهم، حتى لو كانت القيمة خصوصية حياتهم.
الشخصية الواثقة تفعل ما تؤمن به من عادات وما يناسبها من احتياجات وكماليات، لأنها تثق بأنها هي من تضيف وليست هي من يضاف لها.
فمثلا: السفر مهم إذا توافرت شروطه وتحققت ممكناته، ولكنه ليس حاجة إذا كان سيعيق ويجعل الشخص في ضيق.
وأيضا المناسبات والاحتفالات الاجتماعية قيمتها وأهميتها في معناها وليس في اسم مكان إقامتها ولا باسم الجهة التي نفذتها.
حضرت الثقافة المادية وغابت المشاركة الروحية في مناسبات فرحنا وفي مآتم حزننا.
فمتى يأخذ البعض ما يناسبهم، ويتركون عنهم كل ما يرهقهم؟!