م. بدر بن ناصر الحمدان
تعودت منذ زمن أن أراجع قائمة أمنياتي المتأخرة، وأقوم بحذفها وإلغائها من خارطة الانتظار والترقب، سواء تلك التي فقدت الأمل أو الرغبة في أن تتحقق، أو تلك التي سوف تصل متأخرة بعد أن مرّ ذلك اليوم التي احتجتها فيه ولم يعد لوجودها قيمة كما كان من قبل.
لا قيمة للأيام التي تُختزل من عمرنا لشحذ أمنيات أهدرنا أجمل ما نملك في ترقبها، ولم تأت، أو أتت بعد فوات الأوان، مهما كانت قيمتها، وأهميتها، ومهما كنا شغوفون بها يوماً، فالأعمار ما هي إلا أوقات إذا مضت لا تعود.
أنا الآن، أعيش ذلك «الكبرياء» بكل تفاصيله منذ أن قرّرت التخلص من تلك الأشياء التي تأخرت، واستبدلتها بأخرى، حدوثها أكثر قرباً، حتى تلك التي انتظرتها من أولئك الذين اِرتبطَت بهم، تخلصت منها ومنهم، وأتقنت فن الاستغناء عن الآخرين، أصبحت أنا صاحب القرار في كل ما قد سيأتي أو لن يأتي، هكذا أصبحت الحياة أكثر رغبة.
عودوا إلى المنزل وقرّروا التخلّص من تلك الأمنيات المتأخرة إن وجدت، ومن أصحابها إن وجدوا.