د. غالب محمد طه
أصبح التقدم التكنولوجي سمة بارزة في هذا العصر المتسارع الخطو، ومعه أصبح الأمن السيبراني عنصرًا حاسمًا لحماية البيانات والخصوصية. مع التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا، تشير الإحصائيات إلى ازدياد الهجمات السيبرانية بنسبة 50 % على مستوى العالم في العام الماضي وحده. وقد شهدت المنطقة العربية حوادث أمنية متعددة، مما يبرز الحاجة الماسة لتعزيز الأمن السيبراني في عالمنا العربي.
في خطوة تاريخية نحو تعزيز الأمن السيبراني العربي، اعتمد قادة الدول العربية النظام الأساسي لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب. وقد تم الترحيب من كافة الدول العربية بمقترح المملكة العربية السعودية لإنشاء هذا المجلس الوزاري، مما يعكس الدور الريادي للمملكة في مجال الأمن السيبراني.
تتعدد التحديات التي يواجهها العالم اليوم في مجال الأمن السيبراني، ولكن مع هذه التحديات تأتي الفرص. ومن هنا، يأتي دور مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون العربي في هذا المجال. تواجه المنطقة العربية تحديات فريدة في مجال الأمن السيبراني، تتمثل في تنوع البنية التحتية التكنولوجية والتفاوت في مستويات الوعي الأمني. يلعب مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب دورًا محوريًّا في توحيد الجهود وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة هذه التحديات، وتحقيق فضاء سيبراني عربي آمن.
الأمن السيبراني يلامس حياة المواطنين اليومية، حيث يحمي بياناتهم الشخصية من السرقة والاستغلال. كما يعتبر الدرع الواقي للشركات، مانعًا تسرب المعلومات الحساسة والملكية الفكرية، وهو ما يعزز من ثقة المستهلكين ويدعم الاقتصاد الرقمي.
مع اختيار الرياض مقرًّا للمجلس، تتجسد الثقة في القدرات السعودية في مجال الأمن السيبراني. ومن المتوقع أن يسهم هذا المجلس في تحقيق النمو والازدهار لجميع الدول الأعضاء، والوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق.
يتميز المجلس بأنه سيعمل تحت مظلة مجلس الجامعة العربية، متخذًا من مدينة الرياض مقرًّا دائمًا له، ما يعكس الدور القيادي للمملكة في مجال الأمن السيبراني، حيث المجلس مكلف بمهام حيوية تشمل رسم السياسات العامة، وضع الإستراتيجيات، وتحديد الأولويات لتطوير العمل العربي المشترك في هذا المجال الحيوي.
إن حديث معالي الدكتور مساعد بن محمد العيبان، رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، على أهمية المجلس في ظل التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تواجه العالم، يؤكد إلى أن هذه التهديدات تمثل خطرًا على استقرار الدول وتعيق خططها التنموية.
يهدف المجلس إلى تحقيق أهداف إستراتيجية تشمل تنمية التعاون، تنسيق الجهود العربية في مجال الأمن السيبراني، وتبادل المعرفة والخبرات. كما يسعى المجلس لحماية مصالح الدول الأعضاء وتوحيد الموقف العربي في المحافل الدولية، ليسهم في خلق فضاء سيبراني عربي آمن يدعم النمو والازدهار.
تم تطوير إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني لتحقيق التوازن بين الأمان والثقة والنمو. تتضمن الإستراتيجية محاور رئيسية تشمل التكامل، التنظيم، التوكيد، الدفاع، التعاون، والبناء. يهدف المجلس إلى تعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني وتبادل المعرفة والخبرات. يساهم في تحقيق النمو والازدهار للدول الأعضاء وتحقيق فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق.
في الختام، يمكن القول إن اختيار الرياض مقرًّا لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني. وهو ما يعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في هذا المجال. يسعى مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب إلى تعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني وتنسيق الجهود بين الدول العربية لمواجهة التحديات الرقمية.