د. عبدالله بن راشد السنيدي
لا يمكن لأحد أن يشكك أو يزايد في موقف المملكة العربية السعودية المساند والمؤيد لحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه وإقامة دولته، فالمملكة شاركت في حرب 1948م في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وفي حرب 1967م وفي حرب 1973م في عهد الملك فيصل رحمه الله الذي وقف مع الرئيس السادات رحمه الله خلال استعداده للحرب وقام بوقف تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل، كما قدمت المملكة في عهد الملك فهد رحمه الله مبادرة للسلام، وقام الملك عبد الله رحمه الله بتقديم مبادرة مماثلة تركز على إقامة الدولة الفلسطينية مقابل الاعتراف بإسرائيل والتعايش معها والتي تبناها العرب فأصبحت مبادرة عربية قوبلت برفض إسرائيل لها، كما أن الملك عبدالله دعا القيادات الفلسطينية لاجتماع في مكة لحل اختلافاتهم، أما الملك سلمان حفظه الله فقد كان له دور مبكر يتعلق بالقضية الفلسطينية ففي سنة 1967م تم استحداث اللجنة الوطنية لمساعدة الشعب الفلسطيني وتم تكليف الملك سلمان عندما كان حاكماً لمنطقة الرياض برئاستها حيث بذل جهوداً كبيرة في نجاح هذه اللجنة لجمع التبرعات المالية للفلسطينيين حيث أصدر خطاباً مفتوحاً للشعب السعودي يدعو فيه للاكتتاب لصالح أسر مجاهدي وشهداء فلسطين بالتبرع بنسبة من رواتبهم حيث لاقى ذلك قبولاً كبيراً من الموظفين وعندما بلغت هذه التبرعات مبلغاً كبيراً كان تعقيب الملك سلمان في حينه أن المملكة لم تقم يوماً من الأيام بأي موقف مؤيد للقضية الفلسطينية من أجل انتظار الشكر وذلك لأن المملكة تنظر للقضية الفلسطينية بأنها قضيتها الأساسية كما قام الملك سلمان سنة 1989م بافتتاح سفارة لفلسطين في الرياض، وفي سنة 1997م قلد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات رحمه الله الملك سلمان وسام نجمة القدس وهي أعلى وسام فلسطيني لجهوده في دعم الشعب الفلسطيني ومن مواقف الملك سلمان في دعم القضية الفلسطينية مخاطبته مؤتمر القمة العربية الذي عقد في البحر الأحمر سنة 2017م قائلاً: (إنه يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا) وفي نفس الوقت صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن موقف السعودية بقيادة الملك سلمان من القضية الفلسطينية ثابت لم يتغير، وفي سنة 2018م طلبت المملكة من الحكومة الأمريكية في عهد ترامب مراجعة قرارها بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وأن حل الصراع في الشرق الأسط يتطلب حلاً عادلاً ودائماً للقضية الفلسطينية، وفي عهد الرئيس الأمريكي ترامب أيضاً لم تنضم المملكة إلى قطار التطبيع مع إسرائيل باعتبار المملكة تمثل الثقل العربي والإسلامي وأن هذا التطبيع ينبغي أن يكون بثمن غالٍ تدفعه إسرائيل وهو الموافقة على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.