د.نايف الحمد
في نهائي كأس الملك ومع ختام المسابقات الكروية هناك أحداث لا يمكن أن تُنسى وعلامات فارقة رسمت خيوط النهاية المفرحة للهلاليين وأحزنت النصراويين؛ وقد كتب النجم المغربي بونو اسمه بحروف من نور، وقاد الكتيبة الزرقاء لختام خيالي وسط أحداث مثيرة.
في لحظة صعبة والجميع على أعصابهم ينتظرون ما ستسفر عنه ركلات الترجيح صرخ أحدهم من المدرجات : (بونو)؛ صرخة مشجع ترددت أصداءها في وجدان بونو فتحرك الأسد بكل حواسه وقواه استجابة لنداء العاشق .. قفز بقلبه لصد الركلة الترجيحية ومنحه الله قوة داخلية عظيمة لترجيح كفة فريقه في أصعب موقف !!
كان مؤمنًا بقدرته على إحياء أمل اقترب من التلاشي فنجح في تحقيق حلم ذلك المشجع وأسعد الملايين من عشاق القلعة الزرقاء.
لم يكن العملاق بونو مجرد حارس يبدع في صد الكرات وإحباط الهجمات .. كان أسداً هصوراً وسدّاً منيعاً قادراً على بث الأمان والطمأنينة في نفوس اللاعبين والمشجعين على السواء، حتى أن مدرب الفريق جيسوس أوعز للاعبيه في الحصة الإضافية من النهائي التاريخي بالهجوم والفريق بتسعة لاعبين؛ وأمر مدافعيه بقيادة الجنرال حسان بنصب مصيدة التسلل وترك الباقي للبطل بونو.
كانت روح بونو وثقته بنفسه تسري في أعماق زملائه كلما تعرضوا لهزّة.. يقول لهم لا تخشوا شيئا، فقط هاجموا وحاصروا الخصوم وسجلوا الأهداف واتركوا الباقي لي، وقد صدق الأمين بونو إذ لم يتعرض الفريق لأي هزيمه في مختلف المسابقات المحلية، وقد ذهبت جميع تلك البطولات لخزائن المارد الأزرق المملوءة بالذهب.
ما قدمه بونو هذا الموسم أجزم أنه أشبه بالخيال؛ فتأثيره كان واضحًا في كل انتصار، وخاصة تلك المنعطفات الخطيرة التي واجهت الهلال في مسيرته المظفرة؛ كان بطلاً يذود عن مرماه بكل بسالة، وسبباً مباشراً في عودة الفريق في العديد من المباريات المفصلية.
لقد جاء بونو هبة منحها الله للموج الأزرق، فاستقبل الزعيم تلك المنحة بما تستحقه من تبجيل؛ فلبس البطل بونو ثوب الزعامة المطرّز بالفخر والعظمة والكبرياء، وتشرّب روح الهلال وإرثه؛ فتفجرت طاقاته في أرض خصبة نقية تربتها من ذهب ونبتها انتصارات وبطولات، فحقق الأفضلية الفردية وتفرّد بالنجومية بين الحراس، وحصد الإنجازات الجماعية وأهداها للعاشقين؛ فوضعوا التاج على رأسه متجاوزين به كل النجوم، المحلية منهم والعالمية؛ ورددوا اسمه كأسطورة حية في أول موسم له مع الزعيم العالمي.
نقطة آخر السطر
ترشح رئيس الهلال الأستاذ فهد بن نافل لفترة قادمة يؤكد أن النادي يعد العدة لموسم آخر من النجاحات، خاصة وأن الفريق سيخوض في نهايته معترك كأس العالم للأندية.
الجماهير الهلالية تثق في إدارة النادي وعرابها سمو الأمير الوليد بن طلال وتتوقع استعدادًا واستقطابات عالية جداً في موسم سيكون التنافس فيه محموماً.