محمد العبدالوهاب
في موروثنا الرياضي لا تزال الذاكرة تختزن صرخة النجم الأسطوري ماجد عبدالله بعد تسجيله هدف التعزيز في مرمى الصين بكأس آسيا 84.. بل لا تزال خطى كابتن العرب وإمبراطورها صالح النعيمة تعتلي منصات التتويج بالاحتفال بأول منجز سعودي قاري، وكررها وعلى طريقة (كلاكيت) بعام 88، ليؤكد من بعده الجيل الذي تلاه بتتويجها (الثالثة) ثابتة أكدها بالعين المجردة الفيلسوف يوسف الثنيان، كأول منتخب عربي تاريخياً يحققها ولا يزال، بل ما صحبها من تفوق وحضور وإنجاز لرياضيات ومناشط عدة تعكس مدى تطور رياضتنا وشدة الإقبال عليها ومتابعتها على صعيد الشعوب الآسيوية.
أقول: على مدى أربعين عاماً كان ولا يزال (الأخضر) العنوان الأبرز عربياً وآسيوياً والحضور المشرف عالمياً سواء على مستوى الأندية أو على صعيد المنتخب وبمختلف الألعاب وبمجمل درجاتها السنية، كان آخرها المونديال العالمي الذي هزَّ فيه عرش المنتخب الأرجنتيني بعد أن خاض مشواراً طويلاً من سلسلة الانتصارات فاقت الـ50 مباراة دون خسارة! لدرجة وصل حاله عن الفرح الذي حققه بنيل كأس العالم، لم يكن - كامل الدسم- لا بالذوق ولا بالطعم، هذا ما صرّح به بعض نجومه وإعلامه.
ها نحن اليوم نطرق أبواب التاريخ مجدداً، وعبر تأهلنا للتصفيات النهائية المؤهلة للمونديال العالمي 2026 المقامة في أمريكا والمكسيك وكندا، وسط تطلعات وآمال الوطن والشعب بأن تتواصل الأفراح والليالي الملاح بمنجز جديد مرتقب، نجدد من خلاله حضورنا المشرِّف بكأس العالم القادم.
لعلي بهذا كله أريد أن أصل إلى «مربط الفرس» ببعض المعوقات التي لا تواكب هذه الخطوة والمرحلة ولا تتوازى مع الاهتمام الكبير والدعم السخي الذي يتلقاه القطاع الرياضي من قيادتنا الحكيمة، والتي بدأت تقطف ثمار رؤيتها بجملة من الإنجازات والبطولات التي فاقت الخيال بتخطي الإعجاز ونيل الإنجاز، وأقصد بذلك الثنائي غير الانسجامي سواء (الإعلامي) وبمختلف وسائله المقروءة وبالبرامج الرياضية والسوشال ميديا وذلك بأطروحات تخاطب وترتقي لوعيه وثقافته وبالتالي يحتفي بتلك الإنجازات، أو حتى اللجان العاملة بالاتحاد السعودي لكرة القدم بتداخلها مع بعضها وعدم الشفافية أو الوضوح عن صلاحياتها واتخاذ القرارات دون تأخيرها وعدم أخذها بمنهجية وترددها في إعداد روزنامة بطولاتها مما أسهم في تراجع المنظومة الرياضية دون كمالها برقي يتناسب مع رقي وتطور إنجازاتنا.
ومضات كروية
- في إنجاز رياضي وطني جديد، حقق الدوري السعودي الأعلى تصنيفاً في القارة الآسيوية محتلاً المركز الأول وبفارق نقطي عن صاحب المركز الثاني والثالث -الياباني والكوري- ويبدو أن إعلامنا عنها بعيد وبسبات عميق.
- أعجبني قرار مسؤولي رياضتنا، المتضمن على كل ناد ينوي تغيير مدربه قبل انتهاء عقده، التسوية بينهما وإنهاء التكاليف المالية المترتبة بالعقد، وستحسم من حصة النادي المرصودة في برنامج الاستقطاب، أحسب أنه وبمثل هذا القرار سيحد وبشكل نهائي تلك الشكاوي التي تطل برأسها من جديد من قبل بعض الأندية.
- كنت أتمنى وفي ظل انتهاء موسمنا الرياضي، بأن يكون هناك (رجع الصدى) لتلك البرامج الرياضية بالقنوات والصحف العالمية التي تطرقت فيه عن الدوري السعودي وأنه قادم لسحب بساط السيادة من الدوريات الأوروبية، ولكن..!
آخر المطاف
قالوا: الإنجازات تتحقق على أرض الواقع وتقاس بالنجاح والتفوق.. أما الأقوال والثرثرة والتنظير فهي تتوقف عند هذه المحطة دون منجز أو محفز.