ميسون أبو بكر
الإجازة بدأت، وكثيرون سافروا لوجهات كثيرة، منها وجهات جديدة هذا الصيف إلى الشرق مثل كوريا واليابان، لكن القارة العجوز ما زال لها وهجها وعشاقها، بعد رحلة طويلة خارج وطني قررت أن صيفي أبها والباحة، وقد بدأت بطريف لزيارة أحبة هناك واستمتعت بهوائها البارد ونسماتها التي انتصرت على الصيف وحرارته.
الكثير من القصص الطريفة والحوادث الأليمة يواجهها السائح في الخارج نتيجة الحالة الاقتصادية السيئة او الممارسات الخاطئة لسياح عرب جعلتهم صيدا ثمينا للصوص.
أول مقطع حديث شاهدته لمسافرين خليجيين في لندن، كان قبل يومين لشباب أمسكوا سارق الساعات في لندن ومنعه احدهم من الحركة حتى تحضر الشرطة، طبعا الموقف طريف وضحكت من قلب فهم استطاعوا القبض على السارق الذي ترصد طيلة الصيف الماضي للسياح الخليجيين والأثرياء الذين يتجولون بمظاهر باذخة تغري اللصوص الذين صارت السرقة مهنة واحترافا في موسم الصيف وأصبح ضحاياهم من الخليجيين بالذات.
طبعا لو كان المشهد في دولنا لكان إمساك لص أمر يشكرون عليه لكن شبابنا الطيبين ليس لديهم الإلمام الكافي بالقوانين الأوروبية بشكل خاص والتي من خلال اقامتي الطويلة هناك اطلعت عليها وقد لا أبالغ حين أقول درستها لكي لا أقع في خطأ تجاوز الأنظمة ثم العقاب، وهذه هي ثقافة السلوك واحترام الغير التي تمكننا من نقل صورتنا الحقيقية للآخر حيث سافرنا، هناك اختلاف كبير حتى في أنظمة المرور وأولويات الشوارع والسرعة وطريقة إسعاف المريض او المتضررين في الشارع مثلا وما قد يترتب علينا حين إصابة ضيف او تضرره داخل منزلنا نتيجة لحادث عرضي او تناوله طعام تسبب في حساسية أو شيء مماثل.
المجتمع العربي الشهم والكريم الذي تعد صفاته التي ذكرت ظاهرة إيجابية لا بد أن يتعرف على القوانين المهمة للدولة التي قرر زيارتها كي لا تلحق به أي مساءلة قانونية او يقع في خطأ غير مقصود يتسبب في منع إعطائه التأشيرة أو أضرار أخرى.
قصدت قبل أشهر مطعم لفندق في احدى الدول ووجدت موظف الامن في الفندق يحاول تهدئة رجل بعد الإمساك به على كرسي ولما نظرت حولي وجدت سائحا أستراليا يحاول من بالفندق إسعاف يده المجروحة حيث تلقى طعنة من اللص الذي حاول سرقة ساعته الثمينة وكل ما استطاعه رجل الامن هو محاولة الإمساك الرحيم باللص دون أذيته او تكبيله لأني عرفت لاحقا ان هناك الكثير من المحظورات في طريقة القبض عليه .
كذلك إسعاف شخص ما حتى لو سقط أمامنا في الشارع فيحظر نقله للمستشفى وما على الشخص إلا الاتصال بالإسعاف التي ستلبّي فورا وفي وقت قياسي.
السفر والقراءة واستقبال السياح ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت تبادل الثقافات والاطلاع على الاخر وعاداته وأنظمته امراً سهلا ويتطلب النظر والتريث .
احملوا في سفركم ما خفّ وزنه ورخص ثمنه، لا تصحبوا معكم مقتنيات ثمينة في السفر، فالطقس حار وليس جو (كشخة) (واسواريه) الاكتشاف والرحلات إلى تراث المدن ومناطقها التاريخية والاستمتاع بأجواء البحر او المناطق الجبلية لا يتطلب مظاهر صاخبة مبالغ فيها، عودوا بذكريات رائعة وليس احداث أليمة، الكشخة عندنا وكل ما هو في سفر الصيف خفيف (كووووول) والأناقة ليس بالمبالغة في ارتداء الماركات التي تجعل من صاحبها فريسة سهلة للصوص الإجازات.