شروق سعد العبدان
ونَظَرتني وكأنَّ الأرضَ لَفَّت عُنقها
وسألتني .. ماذا ببالكِ .. يا تُرى ؟
ومسكتَ كفي في السؤالِ وكأنَّكَ
تنوي انتزاعَ الكفِّ ما لم تشعرَا
ثُمَّ التفتُ إليكَ ودمعي .. حائرٌ
ماذا تُريدُ بأن أقولَ .. وأجهرَا ؟
هَلَ أُخبرُ الدنيا بأنَّك غايتي ؟
وأكونُ في كلِّ العيونِ ..تجبرَا
أم أخبرُ الدنيا بأنَّك مُهجتي ؟
وأتركُ الكونَ الكبيرَ .. وأهجُرَا
أتريدُ أن أصرخَ بأنَّك مَطمَعِي !
وأنَّ جميعَ الناسِ آخرُ .. ما أرَى ؟
باللهِ عليكَ كُن حبيباً .. مُنصِفاً
واترك لقلبكَ جوابَ ماذا يا تُرى ؟!
واترك لعقلكَ كيفَ أنتَ تُحِبُّني
وكيفَ تنوي بأن يكونَ ما جَرَى
وكيفَ عليكَ بكلِّ شيءٍ .. تعرفه
أن تَكتمَ الحُبَّ الكبيرَ وتَستُرَا
جاوبتك .. والحرفُ يرجُفُ خائفاً
كيفَ الحروفُ بأن تقولَ ..وتُخبِرَا
وكيفَ أعرفُ بأنِّي غايةُ .. مطلبك
وأنَّكَ الباقي الوحيدُ .. على الثرى
ولن تبيعَ الودَّ يوماً .. هارباً
ولن تقولَ يوماً كان مُقدرا
أتعرفُ أنَّ وجهكَ باتَ داخلي
وكأنّني الملم الحلم الكبير وأدثرا
وأضمُ ليلي في الهجوعِ باكياً
وقلبي ينامُ وفيه النارُ .. تضورا
فتأتي أنت وكأنَّ الحالَ .. جاهلك
وتنشدُ عن ماذا ببالك يا تُرى ؟
كلُّ الجوابِ كان شيئاً .. مبهماً
كلُّ السؤالِ كان شيئاً .. مبهرا
أنتَ الذي قد كنتَ غايةَ مطلبي
وأنتَ الذي لا زِلتَ أجملَ ما يُرى
فَكُن لقلبي ألطفَ ممَّا رجوتُهُ
وكن لدمعي ألطفَ لطيف في الورى
واذهب بعينكَ داخلَ ..داخلَ مقلتي
لترَ الجوابَ بأنَّك حلمي وما أرى