إبراهيم بن سعد الماجد
شرف نعتز به، وندافع عنه، وندفع من أجله الغالي والنفيس، إنه شرف خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن، ولا نقبل من أحدٍ وصاية، ولا نتجاوز عن مفسد أو ملحد أو عابث يعكّر على حجاج بيت الله أداء شعيرتهم.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يؤكّد على ذلك في كلمته أثناء استقباله للزعماء والوفود في الديوان الملكي بمنى العام الماضي قائلاً: (في الحج تتجلَّى دعوة الإسلام الجوهرية في وحدة الأمة كما في هذا التجمع الكبير، وفي إقامتهم في هذه المشاعر المقدسة في زمان ومكان واحد، ملبين دعوة ربهم لحج البيت العتيق، تاركين خلفهم متاع الدنيا وزخرفها.
لقد شرَّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مكملين بأعمالنا الجهود الجليلة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة، منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة).
رعاية وسلامة ضيوف الرحمن كما أكد ذلك خادم الحرمين في قمة اهتمامات الدولة، وهذا ما يؤكده الواقع الذي يقر به كل حاج، وما مشاريع التطوير المستمرة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة المتواصلة طوال عقود دون توقف، ودون تأثر بالحالة الاقتصادية التي مرت على العالم والمملكة بطبع جزء منه، فكانت مشاريع الحرمين والمشاعر مستمرة ولها الأولوية على كل مشاريع الوطن.
المملكة العربية السعودية قيادة وشعب تتشرف بهذه الخدمة، بل إن كل أفراد المجتمع في سباق لخدمة ضيوف الرحمن فهذه المياه التي توزع في طرقات المشاعر وكذلك الأطعمة المختلفة كل ذلك بالمجان ابتغاء الأجر والمثوبة من الله وحده سبحانه وتعالى.
ومن أجل أمن وسلامة كل حاج وضعت المملكة ضوابط لا تقبل تجاوزها وأولها منعها لأي شعارات أو تجمعات ذات صبغة طائفية أو سياسية، فالحج ليس مكان للطائفية ولا للبراءة من الكافرين ولا المشركين، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، فكيف بالزعيق والصراخ والهمجية؟!
الحج خط أحمر.. خط لا يقبل التجاوز من أي كائن كان، ورجال الأمن بالمرصاد لكل متجاوز، والتاريخ يشهد لهؤلاء الأبطال بأنهم كانوا ولا يزالون بحمد الله أقوياء أمناء على المشاعر المقدسة وسلامة ضيوف الرحمن.
ورسالتنا للعالم أجمع كل شيء ممكن النقاش حوله إلا سلامة وأمن المشاعر المقدسة وضيوف الرحمن فلا تقبل المملكة التنازل عن شيء يمس سلامة المكان والإنسان.