(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (126) سورة البقرة.
شّرف الله وطننا (المملكة العربية السعودية) بشرف خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون من كل بقاع العالم لأداء فريضتي الحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفين (الحرم المكي في مكة المكرمة والحرم النبوي في المدينة المنورة) والذي أنعم الله على هذه البلاد بوجودهما فيها، ولاشك أن هذا يعتبر مدعاة للفخر لخدمة ضيوفهما من شتى بقاع العالم.
وما نراه من إعجاز يفوق الوصف في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين بدءاً من تسهيل الوصول إلى هذه البقاع الطاهرة وحتى انتهاء إتمام هذه الشعائر.
فقد تم بناء هذين الحرمين على أحدث طراز عمراني تتعجب من دقته ومن تفاصيله ومن جماله الفائق، تقف أمامه في دهشة وتعجب من هذا البناء الرائع في أدق تفاصيله، مع تزويده بكل ما هو حديث للتخفيف من حرارة الشمس في هذه الأجواء الحارة، فما أن يضع المعتمر قدميه على صحن الحرم يشعر ببرودة الرخام الذي غطيت به الأرض حتى ينبهر بشدة برودته رغم أشعة الشمس اللاهبة، فما هو سر هذه البرودة؟
إن السبب الكامن وراء برودة رخام الحرم المكي الشريف يرجع إلى نوع الرخام المستخدم المسمى «التاسوس»، الذي يعمل على عكس الضوء والحرارة، وهو ما لا يفعله الجرانيت والرخام الطبيعي، وهذا النوع من الرخام نادر الوجود ويتم استيراده للحرمين الشريفين بشكل خاص، وفي هذه الأجواء لا يشعر الحاج أو المعتمر بالعطش بل نشرت الجهات المختصة (ماء زمزم) في كل جهة من جهات الحرم المكي بشكل نظيف وآمن، ولحفظ الأمن والأمان والتنظيم في الدخول والخروج نشرت أيضاً الأعداد الكبيرة من رجال ونساء الأمن الذين يخدمون الجميع بكل إخلاص وتفان، ورأينا العجب في جهودهم للتنظيم داخل وخارج الحرم فهم يواجهون شعوباً مختلفة أعمارهم مختلفة منهم كبار السن الذين يفترشون الأرض فكيف تتعامل معهم قوات الأمن بكل لطف وإنسانية، كذلك لا ننسى الكادر الصحي الذي تم توجيه الآلاف منهم خلال فترة الحج إلى هذه المشاعر تحت منظومة صحية رائعة بتوفير مراكز صحية متنقلة تحت إشراف طواقم طبية تعمل على مدار الدقيقة، تقوم بإجراء العمليات الجراحية للمحتاج، حاملة على عاتقها العمل على توفير خدمات صحية للملايين من ضيوف الرحمن.
وعلى صعيد جبل عرفات تم زراعة الأشجار وتوفير خدمة توفير رذاذ الماء لتلطيف الأجواء لارتفاع درجة الحرارة للمحافظة على صحة الحجاج.
وهذه المهارة والإعجاز في تنظيم الحشود تتحقق في وطننا الغالي بدقة متناهية وعالية وسط انبهار عالمي بهذه الدقة والإنجاز الوطني والذي يدار بمنظومة تقنية يقوم بالإشراف عليها أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، وهذا يعتبر جزءاً بسيطاً من الجهود التي تقدمها حكومتنا الرشيدة لخدمة الحرمين الشريفين.
وفي الختام.. حفظ الله وطننا الغالي وحفظ الله ولاة أمرنا وسدد خطاهم لكل خير للأمة العربية والإسلامية.